الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تشتت الذهن في الصلاة لا يبطلها ولا يبيح تركها

السؤال

لديَّ مرض (ADHD) وهو فرط الحركة، ونقص الانتباه. أعاني من تشتت في الانتباه في الصلاة.
فهل يجوز لي عدم الصلاة، لأني عندما أصلي أسرح ويتشتت ذهني حتى في الأيام العادية؟ وهل سأدخل الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

ففي البداية نسأل الله -تعالى- لك الشفاء العاجل مما تعانيه، وأن يَمُنَّ عليك بالصحة والعافية، إنه سميع مجيب.

ولا يجوز لك ترك الصلاة لأجل السبب الذي ذكرتَه، ولا لأيِّ سبب آخر. فإن الصلاة لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي الركن الثاني منه بعد الشهادتين، وهي أول ما ينظر فيه من أعمال المسلم، فمن حافظ عليها فاز ونجا، ومن ضيعها خاب وخسر.

وقد ثبت الوعيد الشديد في حق من يتهاون بها، أو يضيعها، حيث قال تعالى: فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا {مريم:59}. وقال تعالى: فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ {الماعون:4-5}.

فالصلاة هي عمود الدين، ولا تسقط عن مكلف بحال ما دام عقله معه، ولا يجوز لمسلم التهاون في شأنها، ولا إضاعتها.

وما ذكرتَه من السرحان في الصلاة، وعدم الحضور فيها، لا يبطلها، كما سبق بيانه في الفتوى: 23481.

وراجع المزيد في الفتوى: 6598. وهي بعنوان: "حكم السرحان في الصلاة".

وبخصوص قولك: "وهل سأدخل الجنة؟" فذلك مما لا يعلمه إلا الله علام الغيوب، ولكن نتمنى ذلك ونرجوه. فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أنهم لا يشهدون لمعين بجنة ولا بنار، إلا بنص صحيح من الوحي، ولكن يرجون للمحسنين، ويخافون على المسيئين.

وراجع الفتوى: 47610.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني