السؤال
أنا فتاة عمري: 21 سنة، تقدم لي شاب -ما شاء الله عليه- وهو إنسان جادٌّ، ويريدني بالحلال، لكنه مريض بمرض ليس له علاج، فوافقت عليه رغم مرضه، إلا أن أهلي يرفضون الموضوع، لخوفهم من إمكانية انتقال المرض إليَّ، وقد بحثت عن المرض فوجدت أن العدوى لا تنتقل مع أخذ الأدوية، وتوجد أدلة على كل هذا، ومع ذلك، فأهلي يرفضون الزواج تماما.
فهل يجوز عدم استماعهم للأبحاث والعلم، ورفضه بسبب خوفهم؟ وهل يجوز لي أن أتزوج من غير قبول أهلي؟ وهل هذا حرام؟
وشكرا، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان مرض الخاطب مُعْدِيًا كالبرص والجذام؛ فهو من العيوب المعتبرة في النكاح، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنّ من حق الولي منع المرأة إذا أرادت التزويج من معيب.
قال ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: وإن أرادت أن تتزوج معيبا، فله منعها، في أحد الوجهين...... والثاني، ليس له منعها؛ لأن الحق لها...... وفي الأبرص والمجذوم وجهان؛ أحدهما، لا يملك منعها؛ لأن الحق لها، والضرر عليها..... والثاني، له منعها؛ لأن عليه ضررا منه، فإنه يعير به، ويخشى تعديه إلى الولد، فأشبه التزويج بمن لا يكافئها. انتهى.
وأمّا إذا كان المرض غير داخل في العيوب المعتبرة في النكاح والمبينة في الفتوى: 53843، وكان الخاطب كفؤا لك؛ فلا حقّ لوليك في منعك من الزواج منه، لكن لا يجوز لك أن تتزوجي دون ولي؛ فزواج المرأة بغير ولي باطل عند جماهير العلماء، ولكن إذا منعك الولي التزويج بدون حقّ، فلك رفع الأمر للقاضي ليأمره بتزويجك، أو تنتقل الولاية إلى غيره من الأولياء، وانظري الفتوى: 32427.
ومعرفة كون المرض معديًا، أو ينتقل إلى النسل؛ مرده إلى الأطباء المختصين، ونصيحتنا لك أن تتفاهمي مع أهلك، وتسألوا الثقات من الأطباء المختصين عن هذا المرض، وكونه معديا، أو ينتقل إلى النسل.
وإذا لم يرض أولياؤك بالزواج من هذا الخاطب بسبب مرضه؛ فأطيعيهم؛ فإنّ الولي ولا سيما إذا كان الأب؛ فهو في الغالب أحرص الناس على اختيار الزوج الصالح لابنته، وتحصيل مصالحها في الزواج وغيره، لما له من الخبرة والدراية، مع ما فطره الله عليه من الشفقة عليها.
والله أعلم.