السؤال
أنا في فترة الخطوبة، وخطيبتي لا تصلي، وقد بينت لها أنها لو لم تنتظم في صلاتها فسأتركها، فَوَعَدَتْ بذلك، ووالدها ووالدتها لا يصليان البتة. وأنا -ولله الحمد- من فضل ومنّه عليَّ أني متدين، وأحافظ على الصلاة في المسجد، ولكني غير مرتاح بأن لا تنتظم في صلاتها. فأنا أريد أن أعمل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: تنكح المرأة لأربع ... فاظفر بذات الدين تربت يداك.
وأخاف أيضًا أن أفسخ الخطبة فتضيع مني قيمة الذهب. فماذا أعمل؟ فأنا في كرب شديد بسبب هذا الموضوع.
ساعدوني، وجزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعلك قد استعجلت في أمر كانت لك فيه أناة، فمن رغب في الزواج من امرأة، فينبغي أن يسأل عنها الثقات ممن يعرفونها، فلا يقدم على خطبتها حتى يثنوا عليها خيرًا في دينها وخلقها، ويستخير الله -عز وجل- في أمر الزواج منها؛ فالحياة الزوجية مشوار طويل، وتعتريها كثير من العوائق، وما يكدر صفوها، ومن أهم ما يمكن أن يتجاوز به ذلك معرفة كل من الزوجين لأمور دينهما، ومخافتهما ربهما، وقيام كل منهما بما للآخر عليه من حقوق. وراجع للفائدة الفتوى: 8757.
وشأن الصلاة عظيم، فهي الركن الثاني من أركان الإسلام، والصلة بين العبد وربه، من حفظها حفظ دينه، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع، ويكفي تارك الصلاة -ولو كسلا- أن بعض أهل العلم قد ذهب إلى كفره وخروجه من ملة الإسلام، وإن كان الجمهور على خلاف، وانظر الفتوى: 1145.
ويبدو أن هذه الفتاة متأثرة بالبيئة التي نشأت فيها، فقد ذكرت أن أبويها لا يصليان.
فنصيحتنا لك: أن تتريث حتى تتوب الفتاة إلى ربها وتستقيم، ولا ننصحك بالزواج منها وهي مصرة على ترك الصلاة، فتاركة الصلاة، المضيعة لثاني أركان دينها لا خير فيها، وفسخ خطبتها أهون من إتمام الزواج على هذه الحال، فقد تتزوجها وهي كذلك، فتجعل حياتك في نكد.
وإن كنت تخشى أن تخسر شيئًا من دنياك بفسخ الخطبة، فقد تتزوجها وتخسر دينك ودنياك، فأنت الآن في سعة وغنى عن أن تجر على نفسك البلاء.
روى البيهقي في السنن عن أبي موسى -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة يدعون فلا يستجاب لهم، رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها.... الحديث. قال المناوي في فيض القدير: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق ... فلم يطلقها، فإذا دعا عليها لا يستجيب له، لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها، وهو في سعة من فراقها... انتهى.
والله أعلم.