السؤال
لدي أخت تصغرني بسنوات، فهل يجب عليَّ أن آمرها، وأعلمها جميع أمور الحياة المختلفة: من صلاة، وعمل في البيت، وطبخ؟ وإذا لم أفعل آثم؟ علمًا بأن والدي، ووالدتي أحياء، وبكامل صحتهم؟ حفظهم الله ورعاهم.
لدي أخت تصغرني بسنوات، فهل يجب عليَّ أن آمرها، وأعلمها جميع أمور الحياة المختلفة: من صلاة، وعمل في البيت، وطبخ؟ وإذا لم أفعل آثم؟ علمًا بأن والدي، ووالدتي أحياء، وبكامل صحتهم؟ حفظهم الله ورعاهم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فما دام والداك حيين، فإن أختك أمانة عندهما، فعليهما القيام بحسن توجيهها، وتربيتها تربية حسنة، ولا سيما ما يتعلق بحقوق الله -عز وجل- من تعليمها ما تكون به العقيدة سليمة، وما تصح به العبادة، ونحو ذلك من أمور الدين، قال تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ {النساء: 11}.
قال السعدي في تفسيره: أي: أولادكم -يا معشر الوالِدِين- عندكم ودائع قد وصاكم الله عليهم، لتقوموا بمصالحهم الدينية، والدنيوية، فتعلمونهم، وتؤدبونهم، وتكفونهم عن المفاسد، وتأمرونهم بطاعة الله، وملازمة التقوى على الدوام، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ـ فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما أن يضيعوها، فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب، وروى البخاري، ومسلم عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته، والأمير راع، والرجل راع على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها، وولده، فكلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته.
فلا يتعين عليكِ القيام بذلك تجاه أختكِ إلا ما هو من باب الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهو قد يجب على أيِّ مسلم إذا رأى منكرا في مكان ليس فيه غيره.
قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: إن الأمر بالمعروف، والنهى عن المنكر فرض كفاية، إذا قام به بعض الناس، سقط الحرج عن الباقين، وإذا تركه الجميع أثم كل من تمكن منه بلا عذر، ولا خوف، ثم أنه قد يتعين كما إذا كان في موضع لا يعلم به إلا هو، أو لا يتمكن من إزالته إلا هو. انتهى.
وفي الأمر بالصلاة مثلا: فقد جاء فيه التوجيه للولي بأمر الأولاد بالصلاة، وقد ذكر بعض أهل العلم أن الخطاب هنا يشمل غيره، لأنه من باب الأمر بالمعروف.
جاء في تحفة المحتاج في شرح المنهاج: وإنما خوطبت به الأم مع وجود الأب، وإن لم يكن لها ولاية؛ لأنه من الأمر بالمعروف، ولذا وجب ذلك على الأجانب أيضا... انتهى.
وينبغي على كل حال أن تعيني والديكِ في الاهتمام بأختكِ، وحسن توجيهها، خاصة وأن الأخت أحيانا قد تكون أكثر تأثيرا على أختها، وأقرب إلى قلبها، وأدعى للتفاهم فيما بينهما.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني