الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خروج المخطوبة مع خطيبها لتطلب منه محو صورها من هاتفه

السؤال

صديقتي مخطوبة، وقد خرجت مع خطيبها من دون محرم، وحصلت بعض التجاوزات، وهي نادمة جدًّا على ما حدث. والآن تريد التوبة، ولكن المشكلة أنها حينما خرجت مع خطيبها أخذ لها بعض الصور على هاتفه. فهل يجوز لها أن تقابله مرة واحدة من أجل مسح الصور التي بهاتفه؟ علما أنها عازمة على ألا تحدث أي تجاوزات، فقط لتضمن أنه مسح الصور من هاتفه، وهي خائفة أن تخبر أهلها بأنها قد خرجت معه دون علمهم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالخاطب أجنبي من المخطوبة ما دام لم يعقد عليها العقد الشرعي، شأنه معها شأن الرجال الأجانب، فليس له أن يسترسل في الكلام معها، فضلًا عن الخروج معها بمفردهما، وما يحصل من التجاوز وتعدي حدود الله، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع المخطوبة، في الفتوى: 57291.

فالواجب على صديقتك أن تبادر بالتوبة إلى الله تعالى مما وقعت فيه من التجاوز، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.

ولا يجوز لها أن تخرج معه مرة أخرى، محتجة بأنها تريد منه إزالة الصور التي صورها لها قبل ذلك، فبإمكانها أن تطالبه بإزالتها عن طريق مكالمة هاتف أو رسالة، فمن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان، وخروجها معه؛ خطوة من خطوات الشيطان، وذريعة إلى حصول المعصية، فعليها أن تتقي الله، وتصدق في توبتها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني