الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك بنصح زوجك وتذكيره بخطورة إطلاق البصر في الحرام وضرورة غضه عما حرم الله تعالى النظر إليه امتثالا لقوله تعالى: [قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ] (النور: 30-31).
وفي سنن أبي داود والترمذي وغيرهما قال صلى الله عليه وسلم: يا علي: لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى وليست لك الآخرة. وحسنه الشيخ الألباني.
والتشهي بالنظر إلى المحارم أشد قبحا من غيره لدلالته على انتكاس الفطرة وانحطاط النفس، والواجب عليك نصحه مع الستر عليه وعدم إفشاء ذلك، لقوله صلى الله عليه وسلم: ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة. متفق عليه.
وشراء زوجك للدش ومشاهدة المناظر المحرمة في التلفاز معصية، فعليك أيضا بنصحه والدعاء له بالهداية إلى طريق الحق، ثم الاستعانة بمن له مكانة عنده من صديق أو بعض أهل الخير كداعية أو إمام مسجد حيه حتى ينصحوه ويذكروه بخطورة الإقدام على هذا الأمر.
ويجب عليك غض بصرك عن مشاهدة تلك المنكرات وتغيير هذا المنكر بكل وسيلة شرعية ممكنة.
وما يفعله زوجك من محرمات ليس مبررا للامتناع عن دعوته إلى الفراش، لما ثبت من الوعيد المترتب على ذلك، ففي صحيح البخاري قال صلى الله عليه وسلم: إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح.
وقناة الأطفال التي ذكرتِ لا علم لنا بما يعرض فيها، فإذا كان لا يشمل على ما يؤثر على تربية الأطفال تربية سليمة بل كله من باب الترفيه والتسلية، فلا مانع من ذلك.
ولكن لا ينبغي أن يكثر ذلك حتى يؤدي إلى تضييع أوقاتهم، بل ينبغي الحرص على شغل أوقاتهم بما يفيد من تعلم كتاب الله تعالى وبعض الأحاديث النبوية ونحو ذلك من كل مفيد نافع، فإن مرحلة الطفولة لها الدور الأكبر في صياغة وتوجيه مستقبل الطفل.
وللمزيد عن مشاهدة التلفاز نحيلك إلى الفتوى رقم: 1886.
وتصوير الزوج لك وللعيال داخل في التصوير الفتوغرافي، وقد اختلف فيه أهل العلم، فبعضهم يرى حرمته استدلالا بالأحاديث المشتملة على الوعيد المترتب على اتخاذ الصور، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة. متفق عليه.
وقوله صلى الله عليه وسلم: أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون. متفق عليه.
وهذا لفظ مسلم، والبعض يرى أن التقاط الصور بالآلة ليس مضاهاة لخلق الله تعالى التي هي من علل التصوير، بل هو نقل صورة صورها الله تعالى بواسطة هذه الآلة، فهي انطباع لا فعل للعبد فيه.
ولا شك أن من الاحتياط في الدين البعد عن التصوير المذكور مراعاة لمن يقول بتحريمه من أهل العلم.
إضافة إلى أنه قد يقع مستقبلا في تناول الغير، وقد يترتب على ذلك من المفاسد ما لا يخفى.
وراجعي الفتوى رقم: 1935.
والله أعلم.