السؤال
أنا طالب جامعيّ في كلية مختلطة، والأول على دفعتي، ولديّ سؤال يتعلق بالمجموعات المختلطة التي تقام على أساس الدراسة، ويحصل فيها تجاوزات بين الجنسين، وأنا أدخل المجموعة لأخذ ما أحتاجه من معلومات الجامعة فقط، وأخرج، وقد فتحتُ مجموعة أخرى مختلطة لنفس الدفعة، لكنها منتقاة، وأحرص دومًا ألا يحصل فيها أي تجاوز؛ إذ أقوم بحذف الرسائل دوريًّا، وأنشر المواعظ والفوائد فيها دائمًا، وعليها إقبال وقبول من بعضهم، لكني أعلم يقينًا أن أغلب الفتيات هناك سيعملن في شركات مختلطة -إذ لا يوجد غيرها- عندما يكملن الدراسة، وأعلم أن صلاح النية مع طلب العلم الدنيوي يؤجر فاعله، فهل عليّ وزر إن أبقيت تلك المجموعة المختلطة، بحيث يمكن للأعضاء رؤية ملفات بعضهم، والتكلّم في الخاص، وما ذكرته عن العمل؟ وقليلًا ما تحدث تجاوزات، ومعظم الأعضاء عندي موجودون في المجموعة الثانية التي لا حياء ولا رادع فيها، فهل أسدّ الباب مباشرة أم أبقي المجموعة من باب أخف الضررين؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك في إنشاء تلك المجموعة للطلاب والطالبات، ما دام ذلك من مقتضيات الدراسة ومتطلباتها، ولا سيما مع ما ذكرته من انتقاء من تُدخِله للمجموعة.
وكون المجموعات تتيح التعارف بين الرجال والنساء، والتواصل الخاص، أو كون الطالبات قد يعملن فيما يستقبل فيما هو محرم؛ فكل ذلك لا تأثير له على مشروعية إنشاء المجموعة للغرض المباح، والتعارف حاصل بينهم قبل إنشاء المجموعة، وسبل التواصل متاحة لهم بحكم الزمالة الدراسية، وأنت لم تنشئ المجموعة لتتيح لهم ما ليس متاحًا لهم، وكل امرئ بما كسب رهين؛ فإثم من يقع منه محذور شرعي على الخاص، أو فيما يستقبل؛ يكون على نفسه، لا عليك.
وينبغي أن يكون منك نصح عام، وتذكير بما تجب مراعاته من ضوابط شرعية لمثل هذه المجموعات، وما يجب التقيّد به أثناء الحديث الذي يجري بين الرجال والنساء الأجانب، ويمكن الاستفادة من الفتاوى: 246250، 58132، 80929. وانظر في ضابط الإعانة المحرمة الفتوى: 312091.
والله أعلم.