الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم النكاح بصيغة الوعد والاستقبال في الإيجاب والقبول

السؤال

هل يصح عقد الزواج في حال قول "إن شاء الله" أو التسويف؟ كأن يقول الولي: "زوجتك ابنتي فاطمة." فيرد طالب الزواج: "قبلت، إن شاء الله." أو أن يقول الولي: "سأزوجك ابنتي فاطمة." فيرد طالب الزواج: "سأقبل" أو "قبلت." فهل يصح العقد في هذه الحالات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فيصح عقد الزواج مع إلحاق الولي أو الزوج المشيئة بصيغة الإيجاب والقبول.

قال الرحيباني في مطالب أولي النهى: فيصح النكاح، كما لو قال الولي: زوجت إن شاء الله، وقال الزوج: قبلت ‌إن ‌شاء ‌الله؛ لأنه ليس بتعليق حقيقة، بل توكيد وتقوية. انتهى.

أمّا الإيجاب والقبول بصيغة الوعد والاستقبال، كقول الولي: سأزوجك؛ فلم نقف على نص صريح عند الفقهاء المتقدمين في حكمه؛ ولكنّهم تكلموا على صيغة المضارع.

فقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: أما لو كانت الصيغة بالمضارع فقد قال الحنفية: المضارع المبدوء بهمزة كقول الزوجة: أتزوجك -بفتح الكاف- أو أتزوجك -بكسر الكاف- والمضارع المبدوء بالنون كقول ولي الزوج: نزوجك من ابني والمضارع المبدوء بتاء كقول: تزوجيني نفسك، فإن النكاح ينعقد بهذه الصيغ، لكن يشترط أن لا يقصد في المضارع المبدوء بالتاء الاستقبال، أي طلب الوعد.
وقال الدسوقي المالكي: المضارع كالماضي في انعقاد النكاح به، ثم قال: واعترضه الناصر اللقاني بأن العقود إنما تحصل بالماضي دون المضارع، لأن الأصل في المضارع الوعد، وفي الماضي اللزوم. انتهى.

وفهم من قولهم: لكن يشترط أن لا يقصد في المضارع المبدوء بالتاء الاستقبال، أي طلب الوعد. أنّ الزواج لا ينعقد بقول الولي: "سأزوجك"؛ لأن السين تخلص المضارع للمستقبل، قال ابن هشام في مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: السِّين المفردة حرف يخْتَص بالمضارع وَيُخَلِّصهُ للاستقبال. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني