السؤال
ما الحكم الشرعي للعبارات التالية: 1. لا حياء في الدين 2. الله ما بيمسع من ساكت 3. لا حول الله يارب 4. صلي على كمشة أنبياء علماً بأنني قرأت ورقة صادرة عن اللجنة الدينية في الأردن تذكر هذه الجمل وجملا أخرى تحت عنوان "كلمات تؤدي إلى جهنم"
ما الحكم الشرعي للعبارات التالية: 1. لا حياء في الدين 2. الله ما بيمسع من ساكت 3. لا حول الله يارب 4. صلي على كمشة أنبياء علماً بأنني قرأت ورقة صادرة عن اللجنة الدينية في الأردن تذكر هذه الجمل وجملا أخرى تحت عنوان "كلمات تؤدي إلى جهنم"
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعبارات المذكورة لا يجوز استعمالها لما فيها من الخطأ، والإساءة وبيان ذلك:
1- أن قولهم: لا حياء في الدين، خطأ ظاهر، فإن الحياء شعبة من شعب الإيمان، وهو خير كله، كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري ومسلم واللفظ له: "الإيمان بضع وسبعون شعبة والحياء شعبة من الإيمان".
وروى مسلم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء خير كله".
وروى الحاكم وغيره بسند صحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء والإيمان قرنا جميعاً، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر".
فكيف يقال مع هذا: لا حياء في الدين!
ولا شك أن قصد القائل هو أن يرفع الحرج عن نفسه، حين يسأل عن شيء يستحي من ذكره. لكنه أخطأ التعبير، والصواب أن يقول حينئذ: إن الله لا يستحيي من الحق. كما قالت الصحابية الفقيهة أم سليم رضي الله عنها "يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على المرأة غسل إذا احتلمت؟ قال: نعم إذا رأت الماء.." الحديث رواه البخاري.
2- وأما قولهم: الله ما بيسمع من ساكت.
فهذا منكر من القول، ونسبة النقص إلى الله تعالى خطأ وكذب، فإن الله تعالى يعلم السر وأخفى، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وهم وإن كان مرادهم أن على الإنسان أن يدلي بحجته وأن يتكلم، لأن سكوته لا يفيده، بل قد يكون عرضة لضياع حقه، فلا يجوز أن يجعلوا الله تعالى عرضة، ولا أن ينسبوا إليه ما لا يصح، ولو قالوا حينئذ: تكلم فإنه لا يعلم السر إلا الله، لكان قولاً لائقا حسنا في هذا المقام، وهو كما ترى عكس مقولتهم الخاطئة.
3- وأما قولهم لا حول الله يارب.
فظاهرها نفي الحول عن الله تعالى، وهذا باطل، فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله. أي لا تحول من حال إلى حال، ولا قوة للإنسان على ذلك إلا بإقدار الله تعالى له، وتوفيقه إياه.
4- وأما قولهم: صل على كمشة أنبياء.
فظاهر العبارة التنقص من مقام الأنبياء عليهم السلام، والواجب احترامهم وتوقيرهم والاعتراف بفضلهم، وأن لا تجعل الصلاة عليهم لعباً وهزؤاً. فإذا ذكر اسم أحدهم صلى المتكلم والسامع عليه بقوله: صلى الله عليه وسلم. ونحوه. ومن الخطأ أن يأمر الإنسان غيره بالصلاة ولا يصلي، ولفظ (كمشة) أي مجموعة لا يليق استعماله هنا، والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني