السؤال
أكتب هذا السؤال بالنيابة عن صديقتي، صديقتي هذه مسلمة ولكنها غير محجبة إلى الآن وقد نوت أن تتحجب إلا أن قوانين الشركة الخاصة التي تعمل بها تمنع ارتداء الحجاب لذلك فقد قررت البحث عن عمل آخر وقد وجدت عملا جيدا وبشروط تناسبها وتمكنها من ارتداء الحجاب، ولكن المشكلة هي أن رأس مال هذه الشركة الجديدة مشبوه (مع أنها شركة اتصالات كبيرة)، والآن هي محتارة، والسؤال هو: هل من الأفضل أن تبقى في عملها الحالي دون حجاب؟ أم تنتقل إلى الشركة ذات الرأس مال المشبوه والتي تمكنها من ارتداء الحجاب، أرجو الإجابة (وهذه ليست المرة الأولى التي أرسل فيها هذا السؤال)؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الإجابة على السؤال نريد أولاً أن نخبرك أن إقامة علاقة صداقة بين الفتيان والفتيات هو مما لا يقره الإسلام، لما ينجر عنه غالبا من الفواحش والمنكرات.
وبالنسبة لخلع الحجاب للمرأة فإنه لا يجوز، وإذا كانت ظروف العمل تفرضه فإن ترك ذلك العمل واجب لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وراجع في موضوع ترك الحجاب بسبب العمل الفتوى رقم: 13545.
ولا يجوز أيضاً العمل في مؤسسة تتعامل بالحرام، أو رأس مالها كله من الحرام، أما إذا كان رأس المال يختلط فيه الحرام بالحلال -فلا مانع إن شاء الله- من العمل في مثل هذه المؤسسة ما دام مجال العمل مباحاً كالاتصالات، وراجع في هذا الفتوى رقم: 28131.
وعليه فالواجب على تلك الفتاة أن ترتدي الحجاب وتتوب إلى الله مما مضى وتترك العمل في المكان الذي يلزمها بترك ارتداء الحجاب وتنتقل إلى المكان الآخر إذا لم يترتب على نقلها إليه محظور شرعي فإن ترتب عليه محظور شرعي كفت عن العمل مع الجهتين إلا إذا لم تجد أي مصدر آخر للرزق وكانت محتاجة إلى العمل في إحداهما لتحصيل قوتها، فعليها أن تختار أيهما أقل إثارة للفتنة وأبعد في الاختلاط مع الرجال، وأخف في ممارسة المحرمات، وهي أدرى بما يجري من ذلك في كلتا المؤسستين، ولتكن نيتها العزم على ترك العمل المذكور متى وجدت غنى عنه لأن الضرورة تقدر بقدرها.
ونعتذر لك عن عدم الإجابة على أسئلتك السابقة، فإن بريدك لم يظهر فيه عندنا سؤال قبل هذا، فلعلك لم تكن تدخل أسئلتك بالطريقة الصحيحة.
والله أعلم.