الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخلل من بعض المصلين لا من الصلاة

السؤال

والدة صديقة لي لا تصلي فهي تقول إن أغلبية المصلين يصلون ولكن أفعالهم لا تتوافق مع الإسلام فمنهم المنحرف ومنهم ومنهم إلخ، وهي تقول إن الأعمال بالنيات فهي لا تصلي ولكن تحب الخير للناس جدا، وأنا أشهد على حسن سلوك والدة صديقتي.
أما والدها فهو يصلي ولكن قد يفوته بعضها لكنه ليس على رأي زوجته، فما يفوته فهو بسبب العمل والانشغال في الحياة، والسؤال من صديقتي هو هل يؤثر عدم صلاة الأم على ابنتها؟ أعني لو دعت الابنة بشيء ما ربها فهل من الممكن أن يرد الله دعوتها عقابا لأمها التي لا تصلي بتاتا أي هل من الممكن أن لا تحيا الفتاة حياة سعيدة بسبب ذنب لو أسميناه ذنبا ولم تقترفه هي بل والدتها

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله جل وعلا أن يمن على والدي صديقتك بالتوبة والمحافظة على الصلاة، وليعلما أن الصلاة صلة بين العبد وربه، وقطعها قطع للصلة معه، وأنها سبب رئيسي لاجتناب الفحشاء والمنكر، كما قال تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت: 45} إلا أن كثيرا من المصلين لا ينتفعون بصلاتهم ولا تكون سببا لفلاحهم لأنهم لا يؤدونها بخضوع وخشوع وطمأنينه، فالخلل منهم لا من الصلاة، ولذلك قال الله: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {المؤمنون: 1-2} ونقول لأمها خاصة: إن كل مسلم مطالب بالصلاة ولا عذر له عند الله في كون كثير من المصلين يخالفون أوامر الله جل جلاله، بل عليه أن يصلي ويقوم بما أمره الله ويصلح نفسه وغيره لا أن يفسد بحجة أن غيره فاسد، ويجعل الصلاة هي سبب فسادهم، فهذا عذر أقبح من ذنب كما يقال.

وعن حذيفة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا ، وإن ظلموا ظلمنا، ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا. رواه الترمذي وحسنه. ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 62008.

وأما قولك: هل يؤثر عدم صلاة الأم على ابنتها؟

فالجواب أنه لا يؤثر عليها لا في رد دعائها ولا في شقائها؛ لقول الله تبارك وتعالى: وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وقوله: كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ.

وينبغي لهذه الفتاة أن تحسن إلى أمها وتشفق عليها وتسعى جاهدة إلى إنقاذها مما هي فيه، فذلك من أعظم البر بها والإحسان إليها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني