الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل بجوز للمرأة خلع الغطاء عن الرأس لأن زوجها لا يصلي وهو لا يمنعها عن الصلاة والصوم، ولكنه مصمم أن تخلع الغطاء عن الرأس لأن ذلك غير مقبول عنده بحجة أن ذلك ينقص من جمالها ومن جهة أخرى يحرجه حين يريد السفر معها خارج المدينة، للزوجين طفلان وقد ساءت العلاقة الزوجية بينهما لدرجة أنه قد تصل إلى الطلاق بسبب ذلك, الزوجان مسلمان من عرب إسرائيل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا يجوز لك أن تشكفي عن شعر رأسك ولو أمرك بذلك الزوج فإنه لا طاعة له في ذلك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الطاعة في المعروف. متفق عليه، وهذه معصية خطيرة فقد أمر الله تعالى بذلك وأمر به رسوله: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ {الأحزاب:36}، وقال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ {النور:63}.

فلا يجوز لك أن تطيعيه في ذلك ولو أدى ذلك إلى الطلاق، فلا خير في من يكره أوامر الله وأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤثر هواه، ولكن ينبغي أن تذكريه بالله وتبيني له أن هذا الأمر لا يجوز وتدعيه بالحكمة والموعظة الحسنة عسى الله أن يشرح صدره للإسلام وتكونين السبب في هدايته ورشده، وللاستزادة حول حكم الحجاب نرجو مراجعة الفتوى رقم: 4104.

وما دام لا يصلي كما ذكرت فإن أيست من عودته إلى الصلاة فإننا ننصحك بالسعي في الطلاق منه، فمن ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع، ولأن بعض أهل العلم يحكم بكفر تارك الصلاة، ولا يجوز لمسلمة البقاء في عصمة كافر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني