الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل يجوز تطويل الشعر للأولاد الصغار؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإنه لا حرج في تطويل شعر الأولاد وغيرهم ما لم يكن قزعاً، لما ورد من النهي عنه في الحديث؛ كما عند الشيخين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، والقزع هو حلق بعض الرأس وترك بعضه، كما بينا في الفتوى رقم: 17956.

وقد كان شعر النبي صلى الله عليه وسلم يبلغ شحمة أذنيه؛ كما في صحيح البخاري من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، فمن أطال شعره اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم أثيب إذا راعى الصفة التي كان صلى الله عليه وسلم يرسل إليها شعره.

قال السمعاني في أماليه: إن الأعمال الخارجة عن العبادة لا تفيد الثواب إلا إذا نوى بها فاعلها القربة؛ كالأكل إذا نوى به القوة على الطاعة، أو هيئة الأكل إذا نوى بها الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم كالأكل بثلاث أو متربعاً ونحو ذلك.

وهذا هو ما قرره العلوي في مراقيه بقوله: وفعله المركوز في الجبلة كالأكل والشرب فليس مله .. من غير لمح الوصف. ..

قال شيخ الأمين: ومن اقتدى بالنبي صلى الله عليه وسلم في هيئة من هيئاته ولو لم يكن مأموراً بها فإنه يثاب، لعموم قوله تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ {الأحزاب: 21}.

وأما من أطال شعر رأسه اعتباطاً وليس امتثالا أو قصره فلا جناح عليه لأن ذلك من الأمور المباحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني