الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الغناء المصحوب بالموسيقى ذكر تحريمه أكابر أهل العلم

السؤال

شيخنا الكريم إننا نعاني في مجتمعنا صراعا كبيرا في قضية أفراح الزواج حيث إذا أنكرنا عليهم الغناء والمعازف فإنهم يحتجون بفتاوى بعض الدعاة الذين لا ينكرون على الغناء ويبطلون الأدلة التي احتج بها أهل العلم في تحريم الغناء .كما أعلمكم شيخنا الفاضل أن مجتمعنا به نسبة كبيرة من العوام وإذا أردت أن تقنعهم في أمر الغناء والمعازف يتهمونك بأنك ضيقت عليهم وحرمت كل شيء مباح وبأنهم لا يستطيعون أن يتخيلوا وليمة بدون غناء ومعازف - ينعتونها بأنها جنازة أومأتم - ويتهمون أهل العلم الذين يفتوننا من الكتاب والسنة بأنهم مبتدعة دعاة للفتنة.- فما هو السبيل لإقناع هؤلاء الناس .- هل يجب المضي في تطبيق ما يرضي المولى عز وجل وإقامة وليمة بدون معازف وغناء حتى ولو وصل الأمر إلى قطع العلاقة مع المقربين الذين يهددون بهذه التهديدات
أفيدونا بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغناء المصحوب بالمعازف حكى كثير من العلماء المحققين الإجماع على حرمته، وقد أوضحنا هذا في فتاوى عديدة منها ما هو مبين في الفتوى رقم: 663، ورقم: 987. وبهذا تعلم حرمة الحفلات المشتملة على موسيقى ولا تغتر بقول من يدعي الإباحة بعد ذكر الإجماع على التحريم، ومن هنا فالواجب نصح من يفعل ذلك أو يستمع إليه وإرشاده إلى طريق الحق، وليكن ذلك بلين وحكمة فإن قبل النصيحة فهذا شيء طيب، وإن رفض فقد تحمل مسؤولية الإثم وحده وسقطت المؤاخذة عن المنكر حسب استطاعته، ويحرم موافقة أهل الباطل على باطلهم واستجلاب رضاهم بمعصية الله عز وجل حتى وإن كانوا من الأقارب فأحرى غيرهم، قال ابن حجر في الفتح نقلا عن الطبري: قصة كعب بن مالك أصل في هجران أهل المعاصي. هـ . فمن أراد صنع الوليمة فليلتزم بأحكام الشريعة وليدع أقاربه، فإن قاطعه بعض الأقارب باؤوا بإثم القطيعة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني