السؤال
ما أثر الزكاة وأشكال التضامن في محاربة الفقر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الزكاة أداة للتكافل الاجتماعي والتضامن الأخوي بين المسلمين، ولو قام الأغنياء بأداء زكاة أموالهم فإن حاجة الفقراء تسد، وتسود بينهم الألفة والمحبة والمودة، وإلا فإن الحسد والشقاق والنهب يظهر ويتزايد بسبب امتناع الأغنياء عن أداء حقوق الفقراء إليهم، فالزكاة حق لمن جعلها الله لهم في مال الأغنياء، كما قال الله تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ* لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ {المعارج:24-25}.
وقال السيد محمد رشيد رضا في تفسيره: ولو أقام المسلمون هذا الركن من دينهم لما وجد فيهم -بعد أن كثرهم الله ووسع عليهم في الرزق- فقير مدقع، ولا ذو غرم مفجع، ولكن أكثرهم تركوا هذه الفريضة فجنوا على دينهم وأمتهم فصاروا أسوأ من جميع الأمم حالا في مصالحهم المالية والسياسية، حتى فقدوا ملكهم وعزهم وشرفهم. انتهى.
ثم يلي الزكاة في ذلك الصدقة المندوبة وقيام الأثرياء ببناء المرافق العامة التي يحتاجها الفقراء، ويلي ذلك توفير فرص العمل للفقراء والسخاء في دفع الأجرة لهم وعدم استغلالهم بأبخس الأجور أو أخذ حقوقهم ومماطلتهم بها، وقد سبقت لنا فتاوى في هذا المجال فلتراجع الفتوى رقم: 58722، والفتوى رقم: 4077.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني