السؤال
أعيش في أسرة صغيرة ولكن تنقصنا السعادة، وأنا بالذات أشكو من أسرتي، أبي يحب لنا -أنا وإخوتي- أن نكون أفضل الناس وذلك بأن تكون ثقافتنا عالية وأن نرقى بأنفسنا عن أن (نقول الناس تفعل كذا والناس تفعل كذا)، فأكثر أفعال الناس تصب في خانة الخطأ، أبي يريدنا أن نقرأ نستمع ونرى العالَم المثقّف, العالم النّخبة.... أمي لا تلقي لهذه الأمور أدنى أهمية, بل إنها حتى لا تنصحنا بالأمور التي ذكرتها آنفاً، لا بل إنّ الأدهى من ذلك أنها تشجع إخوتي على مشاهدة التلفاز بما فيه من سموم (مسلسلات, وغيرها مما تعرفون...) وهذا الأمر يقلقني ووالدي، كذلك -هذا الأمر- هو مصدر خلاف في الأسرة، أنا حينما أرى منكرا لا أستطيع أن أسكت عليه -فكيف إذا كان المنكر في بيتي- لكن لا أستطيع أن أغير هذا المنكر فأخشى غضب أمي... فأبي لن يسكت حيال تقصير أمي إذا عرف... وكذلك أخشى أن يسألني الله تعالى عن تستري على ما يحصل في البيت... لا أظن أن أبي آثم فهو يخرج باكراً ويعود مساء من عمله... لكني أظن أن الذنب يقع على عاتق أمي... وعلي أيضاً فأنا لا أخبر أبي خشية أن يغضب فيحدث ما لا تحمد عقباه في بيتنا الذي من المفترض أن يكون سعيداً، لو كان التفاهم موجودا بين أبي وأمي! أنا الآن واقع بين نارين: إرضاء أمي, أو إرضاء ضميري وأبي والله سبحانه، أرجو الرد السريع فبيتنا على حافّة الهاوية؟