السؤال
أنا طالب جامعي مغترب مصدر دخلي المكافآت الشهرية ( 990ريالا ) و المصروف الشهري للوالد ( 1000 ريال ) و قد قررت ادخار ما أستطيع من المكافآت للاعتماد على نفسي بعد التخرج و الاكتفاء بالمصروف الشهري، و والدي رجل ثري و لا أشكل له أي عبء مادي و لكنه و للأسف بخيل لدرجة كبيرة، وعندما أحتاج مالا لإصلاح السيارة أو شراء مستلزمات شخصية أو دراسية أضطر إلى الكذب و الادعاء بأنني لا أملك مالا و أنا في الواقع أملك و لكنني لا أريد مس ما أدخر و عندما يسألني أين المكافآت التي تأخذها أخبره بأنها نفذت فيعطيني وهو كاره. و أنا الآن بصدد استثمار ما ادخرته و لكنني بدأت أحس أن كل ما ادخرت مال محرم لأنني جمعته بالكذب على والدي الذي إن كان قد علم أن لدي ما لدي لأوقف عني أي قرش كان يعطيني إياه؟ أريحوني جزاكم الله ألف خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالولد إذا كان له مال لم يلزم أباه أن ينفق عليه، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 25339 وبهذا تعلم أنك أخطأت بكذبك على أبيك بأنك لا تملك مالا لتلجئه للنفقة عليك. والواجب عليك الآن مع التوبة إلى الله أن تعوضه عما بذل لك بسبب كذبك عليه إلا أن يسامحك في هذا، ولا يلزمك أن تعوضه بطريقة مباشرة بل لو عوضته بطريقة غير مباشرة كفى ذلك.
وننبهك بأن وصفك لأبيك بالبخل لا يجوز إذ إنه لم يمتنع عن بذل حق يلزمه، وواضح من خلال سؤال آخر بأنه قد اشترى لك سيارة بمبلغ 220000 ريال ودفع أكثر ثمنها، وفاعل ذلك لا يمكن أبدا أن يوصف بالبخيل.
وإذا كنت لا تملك من المال الذي تعوض به والدك غير ما في يدك من المال الذي جمعته بالكذب عليه فلا يجوز لك استثماره، لأن حقه تعلق بعين هذا المال فلا يجوز التصرف فيه إلا بإذنه، والذي ننصحك به هو أن تطلعه على حقيقة الأمر، والغالب على الظن أنه سيبارك لك البدء بمشروعك الجديد ويسامحك فيما أخذت منه بالحيلة المذكورة في السؤال.
والله أعلم.