الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية بذل جميع الأسباب المباحة للزواج

السؤال

بعد تردد كبير قررت أن أرسل لفضيلتكم أنا من مواليد 27 مارس 1960 ومن عائلة محترمة وعريقة أريد الزواج من رجل متدين أو شيخ إسلام ومع الأسف لم يتقدم لي أي رجل بهاته الصفة أنا أريد أن أتحجب و أواصل حياتي في الدين ونور الله إن شاء الله قصدتكم لكي تساعدوني وأنا أطلب من الله أن يكون زواجي عن طريقة الشبكة الإسلامية ليكون مباركا وكل شىء بقدرة الله سبحانه وتعالى ؟ختاما أتمنى لكم التوفيق جميعا وأطلب من الله يورثكم جنة الفردوس.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ريب أن الزواج من الأمور العظيمة التي تترتب عليها كثير من المصالح للمسلم في دينه ودنياه ، ولذا حث عليه الشرع ورغب فيه قال تعالى : وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ {النور: 32 } وثبت في الصحيحين من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء .

ومن أهم ما نوصيك به في هذا المقام الاستعانة بالله تعالى والإكثار من دعائه أن يرزقك زوجاً صالحاً ، وبذل الأسباب في ذلك ، وما أقدمت عليه من عرض أمرك على إخوانك بالشبكة الإسلامية من الأسباب المشروعة ، ونشكرك على حسن ظنك بهم ، ونرجو أن تلتمسي لهم العذر في عدم القدرة على مساعدتك في هذا الجانب مساعدة عملية إذ لا يوجد في محاور الشبكة ما يتعلق بأمر الزيجات ، ولكننا ننصحك بعرض الأمر على الإخوة القائمين على المنظمات الخيرية عندكم ، وظننا بهم أنهم سيكونون خير عون لك ، ولا بأس بأن تستعيني ببعض الفاضلات من النساء وأزواجهن ، ثم إنه لا حرج شرعاً في أن تعرضي نفسك على من ترغبين في زواجه منك ، وراجعي في هذا الفتوى رقم : 7682 .

وننبهك إلى أن طاعة الله تعالى والاستقامة على أمره والالتزام بالحجاب ونحو ذلك من أسباب التيسير، قال تعالى : وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق: 4 } فنوصيك بالمبادرة إلى الاستقامة ولبس الحجاب دون أن تعلقي ذلك على أمر الزواج ، ولعل الله تعالى ييسر لك بغيتك ويرزقك زوجاً صالحاً تقرُّ به عينك، وما ذلك على الله بعزيز .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني