الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تزوجت مع إضمارها نية الطلاق.

السؤال

أنا متزوجة منذ حوالي سبع سنوات، وزوجي لم يدفع لي الصداق المؤجل إلى الآن، ومنذ ثلاث سنوات هجرني، وتوقف عن النفقة.
ويطلب مني أن أصبر على هجرانه، وعدم نفقته سنة أ خرى؛ لأنه يعمل في ليبيا وأنا بدون عمل في المغرب، وأعيش من تبرعات أمي علي. ولدي ابن منه، لقد تزوجت به بنية الطلاق، وذلك لجهلي ويأسي في ذلك الوقت من الحياة، ولم أكن مقتنعة به كزوج، وطلبت من زوجي الطلاق قبل أن أخلف منه ابنا؛ فرفض أن يطلقني، وبقيت معه وأنا أطلب منه الطلاق حتى خلفت منه ابنا، وقلت في نفسي: سأطلب منه الطلاق وأعمل وأعيش أنا وابني. وقد أدركت الآن أنني مخطئة وجاهلة، وأنني ظلمت نفسي وابني، وربما حتى زوجي الذي ظلمني هو أيضا.
حاليا لا أريد الطلاق، وتمنيت لو صلح حال زوجي، واستطاع أن ينفق علي أنا وابني، وأن يلتزم بشرائع الله، ويتوب توبة نصوحا.
هل زواجي حلال؟ ما الحل مع زوجي؟ أفتوني ماذا أفعل؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فأما بشأن الزواج الذي تم، فإن كان تم مكتمل الشروط والأركان بأن كان بإذن الولي وإيجابه، وهو أن يقول: زوجتك ابنتي فلانة مثلا، والقبول من الزوج بأن يقول: قبلت نكاح ابنتك فلانة. وبحضور شاهدي عدل، مع خلو الزوجين من موانع النكاح، فإن هذا الزواج صحيح، ولا يضر فيه إضمار الزوجة نية الطلاق؛ لأن الطلاق ليس بيدها وإنما بيد الزوج، ولا يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق بلا سبب شرعي يبيح لها ذلك.

وراجعي الفتوى: 1114، وراجعي كذلك لمزيد فائدة، الفتوى: 80444.

وأما عن الحل مع زوجك: فأكثري من دعاء الله تعالى له بالهداية والصلاح والخير، وتحببي إليه بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، مع المطالبة بحقك في النفقة والسكنى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني