السؤال
هل يعد هذا الدعاء عقب السلام من الصلاة المفروضة صحيحا؟ ولماذا لم يعده الشيخ ابن باز من معقبات الصلاة؟
وهذا الدعاء هو ما رواه أبو داود .1509. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة قال: اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر. لا إله إلا أنت.
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الحديث المذكور صحيح رواه أبو داوود وصححه الألباني. ولفظه يدل على أن هذا الذكر يقال بعد السلام على نحو ما في السؤال.
ورواه مسلم وغيره ولفظه يدل على أنه يقال قبل التسليم، وفيه: ثم يقول من آخر ما يقول بين التشهد والتسليم: اللهم اغفر لي ما قدمت، ...
فبعض شراح الحديث جمع بين الروايتين بأن تأول رواية إبي داوود: (إذا سلم ...) أي: إذا أراد أن يسلم، على نحو ما فسر به قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ... {المائدة: 6} وقوله: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ {النحل: 98}.
ومنهم من اعتبر كلا من اللفظين على ظاهره، وقال: إنه يجوز للمصلي أن يدعو بهذا الدعاء قبل السلام أو بعده لا حرج عليه في ذلك.
هذا ليعلم أن الأدعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كثيرة، ويصعب الإتيان بكل ما ورد منها في صلاة واحدة أو بعدها. ولذلك جمع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بعض الأذكار الصحيحة الواردة بعد الصلاة ولم يقصد حصرها .
والله أعلم.