الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى (الصاحب بالجنب) وحقوقه

السؤال

ما هو الصاحب بالجنب المذكور في الآية الكريمة، وما هو حقه؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد قال الله تعالى: وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَالجَارِ ذِي القُرْبَى وَالجَارِ الجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا {النساء:36}

قال علي وابن مسعود رضي الله عنهما وابن أبي ليلى رحمه الله: الصاحب بالجنب: الزوجة. وقيل: المراد به الصاحب في السفر، وقيل: رفيقك الذي يرافقك. قال القرطبي رحمه الله تعالى: وقد تتناول الآية الجميع بالعموم. اهـ.

ولا شك أن المرء مطالب بالإحسان إلى هؤلاء، فقد قال الله تعالى في حق الزوجات: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19} وفي حق الصاحب سواء كان صاحبا في السفر أو الحضر يقول النبي صلى الله عليه وسلم: خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه. رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني وقواه شعيب الأرناؤوط. فالصاحب بالجنب سواء كان المراد به الزوجة أو الرفيق أمرنا بالإحسان إليه.

وأما حقوق الصاحب بالجنب فإن كان المراد به الزوجة فقد سبق أن بينا حقوق الزوجة في الفتويين التاليتين: 20999، 65518.

وأما إن كان المراد به الرفيق فإن له حقوقا كثيرة، منها الواجب ومنها المستحب، ومنها ما يشترك فيها مع عموم المسلمين، ومنها ما يختص هو بها بحكم المصاحبة كحفظ سره والقيام بحاجته وتحمل ظلمه وقبول عذره وستر عورته وترك معاتبته وعدم تتبع هفواته والقيام بنصحه وغير ذلك من الحقوق.

وقد عقد الإمام الغزالي في كتابه الإحياء بابا في حقوق الأخوة والصحبة وذكر فيه جملة من الحقوق يطول ذكرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني