الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المستفاد بصفة شهرية ولم يزك لعدة سنوات

السؤال

أنا متخرج من الجامعة قريبا، وكانت الجامعة تصرف لي مكافأة قدرها 990 تقريبا كل شهر، أحيانا تمر ثلاثة أو أربعة أشهر لا تصرفها الجامعة، لكن يا شيخ أنا مقتصد في صرفي، فأحيانا لا أصرف كثيرا من هذه المكافأة، وبعد مرور خمس سنوات وتخرجت لقيت في حسابي باقيا ما يقارب الـ 25 ألف ريال ولم أخرج الزكاة ولا في سنة من السنوات لأني لا أعلم عندما مر الحول كم كان في الحساب، بصراحة يا شيخ موضوع الزكاة لا أعرفه ولا أفقه فيه، أتمنى ان تفيدوني كيف أعمل الآن، وكيف أخرج الزكاة، وأنا الآن على وشك أن أتوظف فكيف أزكي مالي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزكاة فريضة من فرائض الله تعالى لا بد أن يهتم بها المسلم ففيها نماء ماله وزكاة نفسه، والمطلوب منك الآن أن تجتهد في تحديد أول الوقت الذي بلغ فيه مالك نصابا ثم تزكيه جميعا عند نهاية الحول أو تزكي ما حال عليه الحول، وأما ما أضيف إلى رصيدك كل شهر فتزكيه عند مرور حوله، فلو بلغ المال مثلا نهاية السنة الأولى النصاب في شهر ذي الحجة مثلا فعليك زكاة هذا المال في السنة الثانية في ذي الحجة، وما أضيف إلى النصاب أثناء الحول فإما أن تضمه إلى النصاب وتزكي الجميع، وإما أن تزكي كل ما أضيف إلى رصيدك كل شهر، وهكذا تفعل كل سنة، ومعرفة هذا سهل بطلب كشف الحساب من البنك.

وباجتهادك وتحريك وتحديد ما يجب عليك زكاته وإخراجه تبرأ ذمتك عند الله تعالى لأنك فعلت ما في وسعك، وقد قال الله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا {البقرة: 286}

والزكاة ربع العشر أي خمسة وعشرون ريالا في كل ألف ريال.

وتعطى للأصناف الذين ذكرهم الله تعالى بقوله: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ وَالعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {التوبة:60}. وقد فصلناهم في الفتوى رقم 27006.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني