الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم منع الوالدين ولدهما من فعل ما لا يلحقهما منه ضرر

السؤال

أرجو الإجابة على سؤالي بدون تحويلي إلى فتاوى أخرى .
أنا شاب متزوج حديثا ومنذ زواجي ووالدتي تعاملني معاملة سيئة ولقد حاولت كثيرا معها ولكن بدون فائدة وهي أيضا تعامل زوجتي معاملة سيئة مع أنني حاولت تفهم أمر والدتي بأنها تشعر بالغيرة بسبب أنها تعتقد أن زوجة ابنها سرقت ابنها منها ولكنها حولت حياتي لنكد ومشاكل مستمرة بسبب وبدون سبب ولا أخفي عليكم أنني كنت متخوفا من الزواج بسبب والدتي لأنني أفهم طريقة تفكيرها جيدا .
أنا شاب مغترب عن بلدي وعشت مع زوجتي والموجودة بوطني الأم لمدة شهر واحد فقط ثم سافرت لعملي وبعد ذلك طلبت حضور زوجتي للعيش معي فتفاجأت برفض والدتي والذي أثر على رأي والدي وأنا بالطبع أحرص كل الحرص على رضاهم .
سؤالي جزاكم الله خيرا
هل إذا أحضرت زوجتي للعيش معي وجعلت زيارتي لأهلي في الإجازات السنوية فقط مع أني ملتزم بنفقتهم الشهرية وكذلك ملتزم بنفقة أخي الصغير والذي يدرس بالجامعة حاليا هل أنا ظالم لوالدتي هل أنا ابن عاق لوالديه ،أم أن هذا من حقي وحق زوجتي أرجو الإفادة بارك الله فيكم .
أنا شديد الحرص أن تكون زوجتي معي لكي أعف نفسي وأعف زوجتي فالمغريات كثيرة هذه الأيام وأنا أخاف من النظر إلى ما حرم الله .
مع الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن لم يكن والداك في حاجة إليك، ولم يكن في استقدامك أهلك ضرر عليهما فلا حرج عليك في استقدام أهلك للإقامة معك. وطاعة الوالدين وإن كانت واجبة فإنها تجب في المعروف، وليس من المعروف أن يمنع الوالدان ولدهما من فعل ما لا يلحقهما منه ضرر، بل و قد يلحق الولد من هذا المنع حرج ومشقة. وليس في مخالفتهما في هذه الحالة أي نوع من العقوق. ونوصيك بالاجتهاد في بر والديك حسب الإمكان، وأن تجتهد في كسب رضاهما، ولا سيما أمك، فهي وإن حدثت منها إساءة إليك حسبما ذكرت، فإن هذا لا يسقط عنك برها. وما ذكرت من أمر غيرتها على زوجتك فينبغي أن يقابل بالصبر. وهذا القدر كاف في الإجابة على سؤالك.

وبالرغم من أنك طلبت عدم الإحالة على فتاوى سابقة إلا أننا نرى أن من مزيد الفائدة أن ترجع إلى بعض الفتاوى التي فيها مزيد تفصيل لما ذكرنا في الإجابة على سؤالك. فنرجو أن تراجع الفتاوى: 9035، 76381، 76303، 69111.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني