الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اختلاف الراكب وصاحب الحافلة على الأجرة

السؤال

سألت سائق الحافلة أن يأخذنا من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة ويرجعنا بعد 24 ساعة واتفقنا على الأجرة(رايح جاي)ب800 ريال وهذا ما حصل ولكن وبعد العودة دفعت له 800 ريال وإذا به يقول لي بأن الاتفاق 800 ريال رايح و800 ريال جاي أي 1600 ريال للذهاب والعودة فقلت له إن الاتفاق كان 800 ريال للذهاب والعودة .ووصلنا إلى طريق مسدود فقلت له إنني قد فهمت بأن الأجرة للذهاب والعودة 800 فقال لي بأنه كان يقصد 800 ريال للذهاب و800 ريال للعودة. بعدها اقترحت عليه أن نتقاسم ال800 ريال المختلف عليها أي أن أدفع له 1200 ريال وبذلك أكون قد دفعت له 400 ريال أكثر مما فهمت وهو يأخذ400 ريال أقل مما فهم ولكنه رفض هذا الحل وأصر على كامل المبلغ 1600 ريال عند ذلك شعرت بأن هذا الإنسان يود استغلالي فقلت له بأن ضميري مرتاح ولن أدفع له أكثر من ال 1200 ريال فقال لن أسامحك فقلت له إذا دفعت لك 1600 ريال فلن أسامحك أيضا ولكنه لم يهتم لكلامي هذا وفي النهاية دفعت له 1200 ريال وذهبت. للعلم لقد سألت عدة حافلات قبل وبعد الرحلة وكثير منهم وافق على 800 ريال للذهاب والعودة . ياشيخ هل كان قراري صحيحا أم خطأ.علما بأنني احتفظت برقمه لكي أحكي معه وأدفع له إن كنت على خطأ. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب في مثل ذلك أن تتحالفا، فتحلف أنك استأجرت الحافلة بـ: 800 ريال للذهاب والعودة، ويحلف هو أنه أجر الحافلة بـ: 800 ريال للذهاب و800 ريال للعودة، ثم تعطيه ما جرت به العادة بين الناس أن يكون أجرة في مثل ذلك، جاء في منار السبيل: وإن اختلفا في قدرها أي: الأجرة، أو المنفعة. تحالفا وتفاسخا لأنه عقد معاوضة فأشبه البيع، ويبدأ بيمين المؤجر نص عليه. وإن كان قد استوفى ماله أجرة فأجرة المثل أي: مثل تلك العين، لاستيفائه منفعته. اهـ وجاء في متن الإقناع: وإن نكل أحدهما لزمه ما قال صاحبه بيمينه.اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني