السؤال
الصحابي الجليل سعد بن معاذ، اهتز له عرش الرحمن عند وفاته، وحملت جنازته الملائكة، وصلّت عليه، وعندما قرأت في كتب السيرة وأخبار الصحابة، وجدت أن ما ذكر عنه يكاد يكون قليلًا جدًّا، وربما لا يوجد ما يذكر غير بداية الدعوة للإسلام بالمدينة، والتي تولاها قريبه أسعد بن زرارة، كما أن فترة حياته قليلة -من الهجرة حتى غزوة الخندق فقط-، فهل ذكرت بعض المصنفات، أو الكتب بعضًا من أعماله التي استحق بها تلك المنزلة، والمكانة عند الله؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكرت فضائل سعد بن معاذ، وأعماله في جميع كتب السيرة، وتاريخ الإسلام، وكتب السنة:
قال الذهبي في السير: ومناقبه مشهورة في الصحاح، وفي السير...
ويكفيه فضلًا وشرفًا أنه من السابقين الأولين، والمجاهدين الصادقين، الذين وهبوا حياتهم، وسخروا كل إمكاناتهم لخدمة هذا الدين، فرضي الله عنهم، ورضوا عنه.
ومما يدل على فضله، وعمق إيمانه، وحبه لله ورسوله، وتفانيه في خدمة هذا الدين: قوله لقومه عندما أسلم: إن كلام رجالكم ونسائكم عليّ حرام؛ حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فأسلموا جميعًا. وقوله -رضي الله عنه- عندما أصيب يوم الخندق: اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش، فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إليّ أن أجاهدهم فيك من قوم آذوا نبيك، وكذبوه، وأخرجوه، اللهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعلها لي شهادة في سبيلك، ولا تمتني حتى تقرّ عيني في بني قريظة. وقد سبق أن بينا شيئًا من مناقبه -رضي الله عنه- في الفتوى: 24104 فنرجو أن تطلع عليها.
كما أن بإمكانك أن تطلع على بعض مناقبه في سير أعلام النبلاء للذهبي، والبداية والنهاية لابن كثير، وغيرهما من كتب السير والتراجم.
والله أعلم.