الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالة رؤية الميت في حالة حسنة

السؤال

أبي توفي إلى رحمة الله وكان رجلاً صالحاً للغاية وكان طيب القلب كان الجميع يحبونة لقلبه الطيب وإحسانه عليهم ولعمله الصالح، ويعلم الله وحده مدى حبه له، وجه لي عندما كان فى المستشفى آخر شيء قاله أحبك وكانت بالإشارة حينها قبلت يده وانغمست فى البكاء اعتقدت بعد وفاته أنني سأموت بعده نعم أنا أتمنى الموت ليلاً ونهار حتى أكون بجانبه ولكن يحدث لي أنا وإخوتي شيء غريب وهو بعد وفاته بيومين جلسنا نضحك ولا نعلم كيف، وعندما تأتي سيرته نقرأ له قرآنا بعدها أيضا نجلس نضحك، فما معنى ذلك، بعد أسبوع من وفاته جاءني فى المنام وكان مناما أبيض وكان مبتسما وقال لي لا تعتقدي أني مت أنا عايش أنا عايش مبسوط أنا مرتاح من وجع آلام الأمراض فقبلته ونمت فى حضنه، فهل رؤية الميت حق وهل هي تخبر عن حالته التي عليها، أنا أحيانا كثيرة أتذكره بعدها أضحك كثيرا ولو على شيء تافه أضحك بشدة، فهل هذا معناه شيء، ولست أنا فقط كذلك بل أمي وأخواتى أيضا أخواتى الذين رفعوا الحداد بعد ثلاثة أيام وعاشوا حياتهم كما كانت، أتساءل هل أبي أو الرجل الصالح يطالب الآخرين بعدم الحزن عليه أم أن الله يلهيهم عن الحزن، مع العلم بأنني أتذكر أبي دائما وأنام ودموعي على خدي... وأخيراً أتساءل أنا لست فصيحة فى قراءة القرآن فهل إذا قرأت القرآن وغلطت فى تنوين أو في كلمات هل يتعذب الميت، وما هو الشيء الذي أفعله لأبي حتى يصل إليه ويستمر معه إلى الأبد وينور قبره ويكون هدية من ابنته ويجعله من أهل الجنة، وهل يجوز الاستغفار والتسبيح لأبي، وما دليل ذلك من الكتاب والسنة؟ وجزاكم الله خيراً كثيراً.

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الموتى يُرَوْن في المنام، وعدم الحزن والبكاء على الميت من آكد ما يلزم ذويه، ويشرع لهم إهداء ثواب القربات له والاستغفار والحج عنه، ويتعين تصحيح ما يتلى من القرآن وعدم التساهل في الأخطاء على قدر الإمكان.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن صلاح الرجل واستقامته في الدنيا على الدين وتحاببه مع أهله أمور يرجى أن تكون سبب سعادته في الحياة البرزخية والآخروية، وأما تسلي أهله بعد وفاته بأيام وضحكهم ضحكاً طبيعياً عندما يوجد سبب الضحك فليس فيه ما يستغرب، فعليكم بالتسلي والصبر وإبعاد الحزن عنكم، ثم إن الموتى يُرَون في المنام كما حصل كثيراً في عهد الصحابة، وقد ذكر ابن القيم في كتاب الروح كثيراً من أخبارهم ورؤيتهم بعد الموت في المنام، فلا يبعد أن تكون رؤياكم للوالد في حالة حسنة رؤيا صحيحة.

وأما قراءة القرآن قراءة صحيحة فهو فرض على التالي، فيجب بذل الوسع في سبيل تصحيح ما يقرأ، ولا يجوز التهاون في تغيير الشكل وترك التنوين، ولكنا لا نعلم ما يدل على تعذيب الميت بسبب ذنوب أولاده، بل الظاهر عدم ذلك لقول الله تعالى: وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}، وراجعي للمزيد فيما سبق وفيما ينبغي ويشرع فعله للميت الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5541، 76240، 69795، 96540، 80825، 53504.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني