[ ص: 461 ]  2958  \ 1 - وقال  الحارث  أيضا : حدثنا داود بن المحبر  ، حدثنا بكر بن عبد الله ابن أخت عبد العزيز بن أبي رواد  ، عن عطية بن عطية  ، عن إبراهيم بن إسماعيل  ، عن  عمرو بن شعيب  ، قال : 
إني لقاعد عند  سعيد بن المسيب  ، قال بعض القوم : يا أبا محمد  إن رجالا يقولون : قدر الله تعالى كل شيء ما خلا الشر ، قال : فوالله ، ما رأيت سعيدا  غضب غضبا قط مثل غضبه يومئذ ، حتى هم بالقيام ، ثم قال : فعلوها ؟ ويحهم لو تعلمون أما والله لقد سمعت فيهم حديثا ، كفاهم به شرا ، قال : قلت : وما ذاك يرحمك الله يا أبا محمد؟  قال : فنظر إلي ، وقد سكن غضبه عنه ، فقال : حدثني  رافع بن خديج  رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون في أمتي أقوام يكفرون بالله وبالقدر ، وهم لا يشعرون ، كما كفرت اليهود والنصارى قال : قلت : جعلت فداك يا رسول الله يقولون كيف ؟ قال صلى الله عليه وسلم : يقولون : الخير من الله ، والشر من إبليس ، قال : وهم يقرؤون على ذلك كتاب الله تعالى ، ويكفرون بالله عز وجل بعد الإيمان والمعرفة ، فماذا تلقى أمتي منهم من العداوة ، والبغضاء ، والجدال ، أولئك زنادقة هذه الأمة ، وفي زمانهم يكون ظلم  [ ص: 462 ] السلطان ، فيا له من ظلم وحيف وأثرة ، فيبعث الله تعالى عليهم طاعونا ، فيفنى عامتهم ، ثم يكون المسخ والخسف ، وقليل من ينجو منهم ، الكل يومئذ قليل فرحه ، شديد غمه ، ثم يكون المسخ يمسخ الله عز وجل عامة أولئك قردة وخنازير ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بكينا لبكائه ، فقيل : ما هذا البكاء يا رسول الله ؟ قال صلى الله عليه وسلم : رحمة لهم الأشقياء ؛ لأن فيهم المجتهد ، وفيهم المتعبد ، مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول ، وضاق به ذرعا ، إن عامة من هلك من بني إسرائيل  به هلك فقيل : يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الإيمان بالقدر ؟ قال صلى الله عليه وسلم : أن تؤمن بالله وحده ، وتعلم أنه لا يملك معه أحد ضرا ولا نفعا ، وتؤمن بالجنة والنار ، وتعلم أن الله تعالى خلقهما قبل الخلق ، ثم خلق خلقه ، فجعل من شاء منهم للجنة ، ومن شاء منهم للنار   . 
 2958  \ 2 - وقال  أبو يعلى   : حدثنا  أحمد الدورقي  ، حدثنا  المقرئ  ، حدثنا  ابن لهيعة  ، حدثنا  عمرو بن شعيب  ، فذكره بطوله . 
 [ ص: 463 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					