[ ص: 160 ] باب من تقدم إسلامه من الصحابة رضي الله عنهم، وما ظهر من آياته، وما سمع لأبي بكر طلحة من قول الراهب، وما ظهر من آياته، وما رأى لابن مسعود خالد بن سعيد في منامه، وغير ذلك
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، محمد بن إسحاق قال: وكانت خديجة قال: ثم إن أول من آمن بالله ورسوله وصدق بما جاء به جبريل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افترضت عليه الصلاة فهمز له بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت له عين من ماء مزن فتوضأ جبريل ومحمد عليهما السلام، ثم صليا ركعتين وسجدا أربع سجدات , ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم قد أقر الله عينه وطابت نفسه وجاءه ما يحب من الله فأخذ بيد خديجة حتى أتى بها العين فتوضأ كما توضأ جبريل , ثم ركع ركعتين وأربع سجدات هو ثم كان هو وخديجة، يصليان سرا وخديجة .
[ ص: 161 ] قال ابن إسحاق: ثم إن رضي الله عنه جاء بعد ذلك بيوم فوجدهما يصليان، فقال علي بن أبي طالب علي رضي الله عنه: ما هذا يا محمد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دين الله الذي اصطفى لنفسه، وبعث به رسله فأدعوك إلى الله وحده لا شريك له وإلى عبادته وكفر باللات والعزى.
فقال علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم فلست بقاض أمرا حتى أحدث به أبا طالب، وكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له: "يا علي إذا لم تسلم فاكتم" .
فمكث علي تلك الليلة، ثم إن الله تبارك وتعالى أوقع في قلب علي رضي الله عنه الإسلام، فأصبح غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءه، فقال: ما عرضت علي يا محمد؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتكفر باللات والعزى، وتبرأ من الأنداد" ففعل علي، وأسلم فمكث علي يأتيه على خوف من أبي طالب، وكتم علي إسلامه ولم يظهره، وأسلم ابن حارثة، فمكثا قريبا من شهر، يختلف علي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مما أنعم الله على علي أنه كان في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام ".