الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        [ ص: 316 ] باب قول الله عز وجل: فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون الآية، وما ظهر في كفاية المستهزئين من الآيات

                                        أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الفقيه رحمه الله قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان، قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن رزين، قال: حدثنا سفيان، عن جعفر بن إياس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قول الله عز وجل إنا كفيناك المستهزئين قال: المستهزئون: الوليد بن المغيرة، والأسود بن عبد يغوث الزهري، والأسود بن المطلب أبو زمعة من بني أسد بن عبد [ ص: 317 ] العزى، والحارث ابن غيطلة السهمي، والعاص بن وائل، فأتاه [ ص: 318 ] جبريل عليه السلام شكاهم إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأراه الوليد أبا عمرو بن المغيرة، فأومأ جبريل عليه السلام إلى أبجله فقال: "ما صنعت" ؟ قال: كفيته، ثم أراه الأسود بن المطلب، فأومأ جبريل إلى عينيه، فقال: "ما صنعت؟" قال: كفيته، ثم أراه الأسود بن عبد يغوث الزهري، فأومأ إلى رأسه، فقال: "ما صنعت؟" قال: كفيته، ثم أراه الحارث ابن غيطلة السهمي، فأومأ إلى رأسه أو قال إلى بطنه، فقال: "ما صنعت؟" قال: كفيته، ومر به العاص بن وائل فأومأ إلى أخمصه فقال: "ما صنعت؟" قال: كفيته، فأما الوليد بن المغيرة فمر برجل من خزاعة وهو يريش نبلا له فأصاب أبجله فقطعها، وأما الأسود بن المطلب فعمي، فمنهم من يقول عمي هكذا، ومنهم من يقول: نزل تحت سمرة فجعل يقول: يا بني ألا تدفعون عني؟ قد قتلت.

                                        فجعلوا يقولون: ما نرى شيئا، وجعل يقول: يا بني ألا تمنعون عني، قد هلكت , ها هو ذا أطعن بالشوك في عيني، فجعلوا يقولون: ما نرى شيئا فلم يزل كذلك حتى عميت عيناه، وأما الأسود بن عبد يغوث الزهري فخرج في رأسه قروح فمات منها، وأما الحارث ابن غيطلة فأخذه الماء الأصفر في بطنه حتى خرج من فيه، فمات منها، وأما العاص بن وائل فبينما هو كذلك يوما إذ دخل في رأسه شبرقة حتى امتلأت منها، فمات منها، وقال غيره: في هذا الحديث: فركب إلى الطائف على حمار فربض على شبرقة فدخلت في أخمص قدمه شوكة فقتلته ".


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية