367  - حدثنا سعيد بن مسعود ،  ثنا  يحيى بن أبي بكير ،  ثنا  زهير بن معاوية ،  ثنا عبد الله بن عطاء ،  قال : حدثني  عبد الله بن بريدة ،  أن  يحيى بن يعمر ،  حدثه ، أنه حج فلقي  عبد الله بن عمر ،  قال : كنت إذا لقيته أعجبته ، وصافحني ، وسألني عن أهلي ، وعن حاجتي ، ثم سألني عن الناس ، وأني أخبرته أن الناس قد كثر قراءة القرآن منهم ، وأنهم يزعمون أنهم يستأنفون العمل استئنافا ، قال يحيى :  فأرخى يده من يدي ، ثم قال : إذا جئتهم ، فقل : إن  عبد الله بن عمر ،  يقول : إنكم براء مني ، وأنا بريء منكم ، ثلاث مرات قالها ، والذي نفسي بيده ، لو أن لكل إنسان منكم مثل أحد  ذهبا ، أنفقه في سبيل الله ، ما يقبله الله منه ، حتى يؤمن بالقدر كله . 
وحدثني  عمر بن الخطاب ،  أنه كان جالسا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوم ، فأقبل رجل شاب ، عليه ثياب بياض ، لا يلوح [في] وجهه سفر ، ولا يعرف ، حتى قام على القوم فسلم ، فقال : يا محمد ،  أدنو منك ؟ ! فقال رسول  [ ص: 374 ] الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعم ، ادن مني! " فدنا منه حتى وضع ركبتيه على ركبتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ويديه على فخذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال بصوت عال : يا محمد!  أسألك ؟ ! فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعم " يجيبه بمثل صوته بالارتفاع ، فقال : يا محمد! ،  ما الإسلام ؟ ! قال : " أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأن محمدا  عبده ورسوله ، وتصلي الخمس ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت " ،  قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم ؟ ! قال : " نعم " ، فقال  عمر :  فعجبنا من مسألته رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ولا يعرفه أحد منا ، ثم قال له : ما الإيمان يا محمد ؟ !  فقال : " الإيمان : أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، والبعث بعد الموت ، والجنة والنار ، والميزان ، والقدر كله ، خيره وشره " ، قال : فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن ؟ ! قال : " نعم! " قال : يا محمد! ،  فما الإحسان ؟ ! قال : " الإحسان أن تعمل لله كأنك تراه ، فإنك إن لا تراه ، فإنه يراك " . قال : فإذا فعلت ، فأنا محسن ؟ ! قال : " نعم! " قال : محمد! ،  فمتى قيام الساعة ؟ ! قال : " والذي نفسي بيده ما المسئول عنها ، بأعلم من السائل " ، قال : صدقت ، فتعجبنا من تصديقه رسول الله ، ولا يعرفه ، قال : " إنها فيما استثنى الله :  [ ص: 375 ]  ( إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير   ) ، ولكن من أشراطها : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الصم ، البكم ، العمي ، الحفاة ، رعاء الشاة ، يتطاولون في البناء ملوك الناس " ، فقام فانطلق ، فقلنا : يا رسول الله! ، من هؤلاء الذين نعت ؟ ! قال : " هم العرب " . قال : حتى إذا كان بعد ثالثة ؛ قال  عمر بن الخطاب :  لقيني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " يا  ابن الخطاب! ،  هل تدري من السائل ؟ ! قال : قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : " ذاك جبريل ،  أتاكم ليعلمكم دينكم " .  
قال أبو عبد الله :  ورواه  يحيى بن سعيد القطان ،  عن عثمان بن غياث ،  قال : حدثني  عبد الله بن بريدة ،  عن  يحيى بن يعمر ،   وحميد بن عبد الرحمن ،  أنهما لقيا  عبد الله بن عمر ،  فذكر القصة ، عن  عمر بن الخطاب ،  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو ذلك ، في الإسلام ، والإيمان ، والإحسان .  [ ص: 376 ] 
				
						
						
