أمر التكوين : 
فوجه منه أمر تكوين للشيء ، قال الله : ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر   ) ، فهذا أمر التكوين الذي لا يأمر الله به إلا مرة واحدة ،  حتى يكون المأمور به كما أراد الله من غير إباء ، ولا امتناع ، لأن الله يتولى تكونه بقدرته ، قال الله تبارك وتعالى : ( إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون   ) . 
ومن ذلك قوله للذين اعتدوا : ( كونوا قردة خاسئين   ) ، فكانوا قردة ، ولم يكن لهم في كونهم قردة نية ، ولا إرادة ، ولا كانوا مطيعين طاعة يستوجبون بها ثوابا ، ومن ذلك قوله : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون  الحق من ربك   ) ، فكان آدم  كما أمره الله من غير أن يكون بذلك مطيعا طاعة يستوجب بها ثوابا ، لأنه لم يكن منه في كونه كما أراد الله نية ، ولا إرادة . 
				
						
						
