قال وقد قال الله عز وجل : ( أبو عبد الله : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون ) .
وقد أجمع المختلفون ولو تليت عليه آيات من القرآن ، فلم يتحرك قلبه ، لشغله بما هو فيه لم يترك فرضا ، وقد سمى الله عز وجل من وجل قلبه عند ذكره وازداد إيمانا بتحرك قلب عند تلاوة آيات الله ، مزدادا من الإيمان ، ثم ختم ذلك بأن جعل له حقيقة الإيمان بعد ما وصفه بما قد أجمعوا أنه لو تركه لم يكن عاصيا من الوجل ، فذلك أن ذلك إيمان [ ص: 810 ] نفل ، لا فرض ، وكذلك إماطة الأذى عن الطريق ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : لو أن مؤمنا ذكر الله عنده ، وهو مشغول ببعض الحلال ، فلم يوجل قلبه ما كان تاركا فرضا ، " الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أفضلها لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق " .
فهذه دعوى خصوص دون العموم ، وقد عم النبي صلى الله عليه وسلم كل أذى ، وإماطته إيمان ، حتى تأتي سنة ثابتة تخص شيئا دون شيء ، بل ظاهر اللغة ، والمتعارف في الكلام أنه إنما يماط عن الطريق ما كان فيه ملقي ، ولا تمتنع الأمة أن تقول لمن نحى شوكة عن طريق المسلمين : قد أماط أذى عن الطريق .
ومما يدل على ذلك الحديث الذي روى أن رجلا وجد غصن شوك على الطريق ، فأخره ، فغفر له .