[مدحه تعالى المصلين : ]  
قال  أبو عبد الله :  ومدح الله عباده المؤمنين ، فبدأ بذكر الصلاة قبل كل عمل ، فقال : ( قد أفلح المؤمنون  الذين هم في صلاتهم خاشعون   ) ، فمدحهم في أول نعتهم بالخشوع فيها ، ثم أعاد ذكرها في آخر القصة ؛ إعظاما لقدرها ، في القربة إليه ، ولما أعد للقائمين بها ، المحافظين عليها من جزيل الثواب ، ونعيم المآب ، فقال : ( والذين هم على صلواتهم يحافظون  أولئك هم الوارثون  الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون   )  [ ص: 136 ] ، ولم نجد الله - عز وجل - مدح أحدا من المؤمنين ، بمواظبته على شيء من الأعمال ، مدح من واظب على الصلوات في أوقاتها ، ألا تراه كيف ذكرها ، مبتدأة من بين سائر الأعمال ، قال الله : ( إن الإنسان خلق هلوعا  إذا مسه الشر جزوعا  وإذا مسه الخير منوعا   ) ، ثم لم يبرئ أحدا من هذين الخلقين المذمومين ، من جميع الناس قبل المصلين ، فقال : ( إلا المصلين  الذين هم على صلاتهم دائمون   ) ، ثم أعاد ذكرهم في آخر الآية ، بذكر آخر ، فقال : ( والذين هم على صلاتهم يحافظون  أولئك في جنات مكرمون   ) ، وقال : ( إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة   ) ، في كل ذلك يبدأ بمدح الصلاة قبل سائر الأعمال ، تبعها ما تبعها من سائر الطاعات ، فكرر الثناء عليهم ، ومدحهم بالمحافظة عليها ، ليدوموا عليها ، كل ذلك تأكيدا لها ، وتعظيما لشأنها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					