باب الإيمان بالتعجب
وقالت الجهمية : إن الله لا يعجب .
قال الله عز وجل : بل عجبت ويسخرون ، هكذا قرأها وقيل ابن مسعود ، لإبراهيم : إن شريحا قرأها : عجبت ، فقال : كان شريح معجبا برأيه ، أعلم من عبد الله بن مسعود شريح ، والتعجب على وجهين : أحدهما المحبة بتعظيم قدر الطاعة والسخط بتعظيم قدر الذنب ، ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " عجب ربك من شاب ليس له صبوة " ، أي أن الله محب له راض عنه عظيم قدره عنده [ ص: 132 ] .
والثاني : التعجب على معنى الاستنكار للشيء ، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ؛ لأن المتعجب من الشيء على معنى الاستنكار هو الجاهل به الذي لم يكن يعرفه ، فلما عرفه ورآه استنكره ، وعجب منه ، وجل الله أن يوصف بذلك . وقد جاءت السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم بما دل على التعجب الأول .