الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              وأما قوله : بكل شيء محيط ، فقد فسر ذلك في كتابه فقال : وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ، فبين تلك الإحاطة : إنما هي بالعلم لا بالمشاهدة بذاته ، فبين تعالى أنه ليس كعلمه علم ؛ لأنه لا يعلم الغيب غيره .

              فتفهموا الآن رحمكم الله كفر الجهمي ؛ لأنه يدخل على الجهمي أن الله تعالى لا يعلم الغيب ، وذلك أن الجهمي يقول : إن الله شاهد لنا وحال بذاته ، فسار في كل شيء ذرأه وبرأه ، وقد أكذبهم الله تعالى فقال : قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله ، فأخبر أنه يعلم الغيب ، وقال : عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ، فوصف نفسه تعالى بعلم الغيب والكبر والعلو ، ووصفه الجهمي بضد ذلك [ ص: 146 ] كله ، فزعم أنه يعلم الأشياء بمشاهدته لها ، وصغره حتى زعم أنه يحل بنفسه في البعوضة ، وسفله فزعم أنه في الأرض السفلى .

              وقال تعالى : علام الغيوب ، والجهمي يزعم أنه لا يعلم الغيب ، وإنما أخبر عن صفات خلقه بحلوله فيها ، تعالى الله عما يقول الجهمي الملحد علوا كبيرا .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية