باب جامع من أحاديث الصفات رواها الأئمة ، والشيوخ الثقات ، الإيمان بها من تمام السنة ، وكمال الديانة ، لا ينكرها إلا جهمي خبيث .
252 - حدثني أبو بكر عبد العزيز بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد بن غياث ، ثنا حنبل ، قال : سمعت يقول : أبا عبد الله ، نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه ، قد أجمل الصفة لنفسه ، ولا نتعدى القرآن والحديث ، فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه ، ولا نتعدى ذلك .
نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه ، ولا نزيل عنه تعالى ذكره صفة من صفاته شناعة شنعت ، ولا نزيل ما وصف به نفسه من كلام ، ونزول وخلوه بعبده يوم القيامة ، ووضع كنفه عليه ، هذا كله يدل على أن الله يرى في الآخرة ، والتحديد في هذا بدعة ، والتسليم لله بأمره ، ولم يزل الله متكلما عالما ، غفورا ، عالم الغيب والشهادة ، عالم الغيوب ، فهذه صفات الله وصف بها نفسه ، لا تدفع ، ولا ترد .
وقال : لا إله إلا هو الحي القيوم آية الكرسي ، [ ص: 327 ] لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر ، هذه صفات الله وأسماؤه ، وهو على العرش بلا حد .
وقال : ثم استوى على العرش كيف شاء ؛ المشيئة إليه والاستطاعة . و ليس كمثله شيء ، كما وصف نفسه سميع بصير بلا حد ولا تقدير .
قلت والمشبهة ما يقولون ؟ قال : بصر كبصري ، ويد كيدي ، وقدم كقدمي ، فقد شبه الله بخلقه وهذا كلام سوء ، والكلام في هذا لا أحبه . لأبي عبد الله :
وأسماؤه وصفاته غير مخلوقة ، نعوذ بالله من الزلل ، والارتياب ، والشك ، إنه على كل شيء قدير .