جاء في الحديث: "لا يزال الناس بخير ما تفاضلوا، فإذا تساووا هلكوا".
معناه: أنهم إنما يتساوون إذا رضوا بالنقص، وتركوا التنافس في طلب الفضائل ودرك المعالي، وقد يكون ذلك خاصا في ترك طلب العلم بالجهل؛ وذلك أن الناس لا يتساوون في العلم؛ لأن درج العلم يتفاوت. قال الله تعالى: وفوق كل ذي علم عليم ، وإنما يتساوون إذا كانوا جهالا.
وفيه وجه آخر: وهو أن يكون أراد بالتساوي التحزب والتفرق، وألا يجتمعوا على إمام، ولا ينقادوا لرئيس، لكن كل واحد منهم يدعي الحق لنفسه، وينفرد برأيه، فإذا فعلوا ذلك هلكوا.