الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وهذه ألفاظ من الحديث يرويها أكثر الرواة والمحدثين ملحونة ومحرفة، أصلحناها لهم وأخبرنا بصوابها، وفيها حروف تحتمل وجوها اخترنا منها أثبتها وأوضحها، والله الموفق للصواب.

قوله -صلى الله عليه وسلم- في البحر: "هو الطهور ماؤه، الحل ميتته".  

عوام الرواة يولعون بكسر الميم من الميتة، يقولون: ميتته، وإنما هو ميتته مفتوحة الميم، يريد حيوان البحر إذا مات فيه.

سمعت أبا عمر يقول: سمعت المبرد يقول في هذا: الميتة: الموت، وهو أمر الله -عز وجل- يقع في البر والبحر، لا يقال فيه حلال وحرام.

قال أبو سليمان : فأما قوله -عليه السلام-: "من خرج من الطاعة فمات، فميتته جاهلية".  

فهي مكسورة الميم يعني الحال التي مات عليها، يقال: مات فلان ميتة حسنة، ومات ميتة سيئة، كما قالوا: فلان حسن القعدة والجلسة والركبة والمشية والسيرة والنيمة. يراد بها الحال والهيئة.

[ ص: 220 ]

ومثله قوله -صلى الله عليه وسلم: "إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وإذا قتلتم فأحسنوا القتلة".  

فأما القتلة والذبحة مفتوحتين، فالمرة الواحدة من الفعل.

التالي السابق


الخدمات العلمية