من حديث نا محمد بن يحيى الذهلي إسحاق بن إبراهيم بن يزيد الأموي نا حدثني يحيى بن حمزة عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني أبي عبيدة بن الجراح.
قوله: ملك أعفر معناه الإرب والدهاء أخذ من العفارة وهي الشيطنة والدهاء يقال رجل عفر وعفر ومنه قيل للشيطان المتمرد عفريت ويوصف به الرجل الداهي الخبيث فيقال رجل عفريت نفريت وعفرية نفرية والمعنى أن الملك يفضي إلى قوم يسوسون الناس بالدهاء والنكر والجبروة مصدر يقال جبار بين الجبرية والجبرية والجبروت والجبروة وهو الجبروتا أيضا كقولهم رحموتا ورهبوتا والعرب تقول: "رهبوتا خير من رحموتا"، معناه لأن ترهب خير من أن ترحم.
ومن هذا حديثه الآخر حدثناه نا ابن الأعرابي زيد بن إسماعيل الصائغ نا حدثني زيد بن الحباب العلاء بن المنهال العبدي ثنا مهنى بن هشام القيسي حدثني عن قيس بن مسلم طارق بن شهاب.
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه: . "أنتم اليوم في نبوة ورحمة ثم يكون خلافة رحمة ثم يكون كذا وكذا ثم يكون ملوكا عضوضا [ ص: 250 ] يشربون الخمر ويلبسون الحرير وفي ذلك ينصرون على من ناوأهم"
العضوض جمع عض وهو الرجل الخبيث الشرس الخلق.
فأما حديثه الآخر الذي يرويه في صفة الخلفاء والأمراء حدثنيه معاذ بن جبل محمد بن علي بن إسماعيل نا ابن أبي داود نا ثنا محمد بن منصور الطوسي كثير بن حفص ثنا عن ابن لهيعة أبي قبيل المعافري عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن أخبره قال بينا أنا معاذ بن جبل وأبو عبيدة وسلمان جلوسا ننتظر رسول الله إذ خرج علينا في الهجير مرعوبا وذكر الحديث في صفة الخلفاء والأمراء بعده فقال: محمد من خليفة يستخلف عتريف مترف يقتل خلفي وخلف الخلف" . فإن العتريف الغاشم يقال رجل عتريف وعتريس أي غاشم ويقال إنه مقلوب من العفريت. ورواه بعضهم غتريف مترف بالغين المعجمة والغترفة والغطرفة واحدة ورجل متغترف أي متكبر وأنشد عن "أوه لفراخ الأحمر:
فإنك إن عاديتني غضب الحصا عليك وذو الجبورة المتغترف
وقوله: يقتل خلفي وخلف الخلف فإنه يتأول على ما كان من يزيد في أمر الحسين بن علي وفيما جرى منه على أولاد المهاجرين والأنصار يوم الحرة وهم خلف الخلف رحمهم الله [ ص: 251 ] .