حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا بشر بن موسى، ثنا ثنا الحميدي، ثنا سفيان، أبو الزعراء عمرو بن عمر، عن عمه أبي الأحوص عوف بن مالك الجشمي، عن أبيه.
فسره قوله: صربى: ابن قتيبة في كتابه.
وقوله: تهن هذه معناه: تصيب هن هذه أي: الشيء منها كالأذن والعين ونحوهما، وهن كناية عن الشيء لا تذكره باسمه تقول: أتاني هن، وهنة للأنثى، وهننته أهنه إذا أصبت منه هنا أي: موضعا، كما تقول: بطنته إذا أصبت بطنه، ورأسته إذا أصبت رأسه.
ورواه عن عبد الجبار بن العلاء، فقال فيه: فتجدع هن هذه وتقول: صربى، وتشق هن هذه وتقول: بحيرة. وكان مذهب القوم فيما يتعاطونه منها شكر الله والتقرب إليه، قال الشاعر يذكر صنيعهم: سفيان،
فكان شكر القوم عند المنن كي الصحيحات وفقء الأعين
وكان الرجل منهم إذا بلغت إبله ألفا فقأ عين الفحل، فإذا زادت على ألف [ ص: 289 ] عموه بالعين الأخرى ويسمونه المفقأ والمعمى، وكي الصحيحات: أن تجرب الإبل فيأخذون الصحيح فيكوونه، قال النابغة:
لحملتني ذنب امرئ وتركته كذي العر يكوى غيره وهو راتع