الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "إن هذا الأمر لا يزال فيكم وأنتم ولاته ما لم تحدثوا أعمالا فإذا فعلتم ذلك بعث الله عليكم شر خلقه فلحتوكم كما يلحت القضيب"   .

حدثناه إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري نا أحمد بن الوليد الفحام ثنا يعلى بن عباد نا شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن فلان أو فلان بن القاسم شك يعلى عن ابن عتبة عن أبي مسعود ورواه سفيان عن حبيب فقال عن القاسم بن الحارث عن عبد الله بن عتبة.

قوله: لحتوكم من اللحت. يقال لحت فلان عصاه لحتا إذا قشرها ولحته بالعذل لحتا مثله. واللتح القشر أيضا. قال أبو النجم:


يلتحن وجها بالحصى ملتوحا

[ ص: 121 ] وقد يجوز أن يكون من المقلوب كقولهم جذب وجبذ وذكر أبو حاتم عن الأصمعي قال كان جرير ألتح أصحابه هجاء فأما اللحب فهو قطعك الشيء طولا ومنه قولهم طريق لاحب أي مسلوك منقاد لمن يسلكها وقد لحب جنب العجوز إذا ذهب لحمه وأنشدنا ابن الأعرابي أنشدنا ابن أبي الدنيا:


عجوز ترجي أن تعود فتية     وقد لحب الجنبان واحدودب الظهر
تدس إلى العطار ميرة أهلها     ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر

وفي بعض الروايات من هذا الحديث "فالتحوكم كما يلتحى القضيب" والمعنى واحد يقال لحوت العصا والتحيتها إذا أخذت لحاءها قال المتلمس:


لعمرك إني في نوائب تلتحي     لحاء الفتى عن عوده لصليب



التالي السابق


الخدمات العلمية