الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أنه ذكر المخدج فقال: "له ثدي كثدي المرأة، وفي رأس ثديه شعيرات كأنها كلبة كلب، أو كلبة سنور".  

يرويه محمد بن إسحاق، عن روح بن القاسم، عن عمارة العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن علي بن أبي طالب.

كلبة الكلب: مخالبه، وهي من البازي كلاليبه.

فأما الحديث الذي يروى في أهل الأهواء، حدثناه محمد بن بكر بن عبد الرزاق، نا سليمان بن الأشعث، نا أحمد بن حنبل، نا أبو المغيرة، حدثني صفوان، قال: ونا عمرو بن عثمان، نا بقية، حدثني صفوان، حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي قال: أحمد، عن أبي عامر الهوزني، عن معاوية بن أبي سفيان أنه قام فقال: ألا إن رسول الله صلى الله عليه قام فينا فقال: "ألا [ ص: 589 ] إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهي الجماعة".

زاد عمرو في حديثه: "وأنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم الأهواء كما تجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله" فإن الكلب داء يصيب الإنسان من عضة الكلب الكلب، وهو الذي قد ضري بلحوم الناس، فإذا أكثر منها أصابه شبه جنون، فيقال: إنه إذا عقر إنسانا أصابه الكلب فيعوي عواء الكلب، ويمزق على نفسه، ثم يأخذ العطاش حتى يموت، وهو ينظر إلى الماء ولا يشربه.

التالي السابق


الخدمات العلمية