[ ص: 595 ] قال ابن قتيبة: العليا المعطية، والسفلى السائلة.
قال : وهذا وجه حسن. وفيه وجه آخر أشبه بمعنى الحديث، وهو أن تكون العليا المتعففة، وقد روي ذلك مرفوعا. أبو سليمان
حدثونا به، عن نا علي بن عبد العزيز، عارم، نا عن حماد بن زيد، أيوب، عن نافع، عن سمعت رسول الله صلى الله عليه يخطب: ابن عمر، "اليد العليا خير من اليد السفلى".
اليد العليا: اليد المتعففة.
ورواه عن ابن المبارك، عن موسى بن عقبة، نافع، عن قال: قال رسول الله صلى الله عليه: ابن عمر "اليد العليا المتعففة، واليد السفلى السائلة".
وأخبرنا نا ابن داسة، قال: روى أبو داود، عبد الوارث، عن أيوب، عن نافع، عن قال: اليد العليا المتعففة. ابن عمر
ويؤكد هذا حديث أخبرناه حكيم بن حزام، نا محمد بن هاشم، عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عروة وسعيد بن المسيب: دون ما أعطى أصحابه، فقال حكيم بن حزام حكيم: يا رسول الله، ما كنت أظن أن تقصر بي دون أحد، فزاده حتى رضي، فقال رسول الله:
"اليد العليا خير من اليد السفلى". قال: ومنك يا رسول الله ؟ قال: "ومني" قال: والذي بعثك بالحق لا أرزأ بعدك أحدا شيئا، فلم يقبل عطاء [ ص: 596 ] ولا ديوانا حتى مات. أن النبي صلى الله عليه أعطى
قال : فلو كانت اليد العليا المعطية؛ لكان أبو سليمان حكيم قد توهم أن يدا خير من يد رسول الله ؛ لقوله: ومنك يا رسول الله؟ يريد أن التعفف من مسألتك كهو عن مسألة غيرك، فقال صلى الله عليه: "نعم" فكان بعد ذلك لا يقبل العطاء. وكان يقول: اللهم اشهد أني عرضت عليه عطاءه فأبى ولم يقبله. عمر
وأنشدني قال أنشدنا أبو عمر، عن أبو العباس ثعلب، ابن الأعرابي:
إذا كان باب الذل من جانب الغنى سموت إلى العلياء من جانب الفقر صبرت وكان الصبر مني سجية
وحسبك أن الله أثنى على الصبر
وباع بنيه بعضهم بخشارة وبعت لذبيان العلاء بمالكا
[ ص: 597 ]