قال أبو عبيد: أراد بالأسنة الأسنان، يريد أمكنوها من المرعى. قال: ولا تعرف الأسنة في الكلام إلا أسنة الرماح، فإن كان محفوظا، فإنه أراد جمع السن فقال: أسنان، ثم جمع الأسنان. فقال: أسنة، فصار جمع الجمع، هذا وجه في العربية.
قال وفيه وجه آخر ذكره أبو سليمان: قال: ابن الأعرابي أبو داود أراه السنجي قال: سألت عن هذا فقال يريد ارعوها وأحسنوا رعيها حتى تسمن وتحسن في عين الناظر فيمنعه حسنها من نحرها، فكأنما [ ص: 629 ] استجنت منه بسنان، وأنشد ابن الأعرابي، لخالد بن الظيفان:
له إبل فرش ذوات أسنة صهابية هانت عليه حقوقها
قال غيره: أسنتها: مراعيها، يريد أنها تتقوى بها على السير فتكون القوة لها كالسنان.وفي حديث آخر: "أعطوا السن حظها" من السن، والسن الرعي. قال النابغة:
ضلت حلومهم عنهم وغرهم سن المعيدي في رعي وتعزيب