الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الركب أسنتها".  

قال أبو عبيد: أراد بالأسنة الأسنان، يريد أمكنوها من المرعى. قال: ولا تعرف الأسنة في الكلام إلا أسنة الرماح، فإن كان محفوظا، فإنه أراد جمع السن فقال: أسنان، ثم جمع الأسنان. فقال: أسنة، فصار جمع الجمع، هذا وجه في العربية.

قال أبو سليمان: وفيه وجه آخر ذكره ابن الأعرابي قال: أبو داود أراه السنجي قال: سألت ابن الأعرابي، عن هذا فقال يريد ارعوها وأحسنوا رعيها حتى تسمن وتحسن في عين الناظر فيمنعه حسنها من نحرها، فكأنما [ ص: 629 ] استجنت منه بسنان، وأنشد لخالد بن الظيفان:


له إبل فرش ذوات أسنة صهابية هانت عليه حقوقها

قال غيره: أسنتها: مراعيها، يريد أنها تتقوى بها على السير فتكون القوة لها كالسنان.

وفي حديث آخر: "أعطوا السن حظها" من السن، والسن الرعي. قال النابغة:


ضلت حلومهم عنهم وغرهم     سن المعيدي في رعي وتعزيب



التالي السابق


الخدمات العلمية