الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "لا تكتبوا عني شيئا، فمن كتب عني شيئا سوى القرآن فليمح".  

حدثناه أحمد بن إبراهيم، نا محمد بن أيوب، نا أبو الوليد الطيالسي، نا همام، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري.

قال أبو سليمان وجهه والله أعلم أن يكون إنما كره أن يكتب شيء مع القرآن في صحيفة واحدة، أو يجمع بينهما في موضع واحد؛ تعظيما للقرآن وتنزيها له أن يسوى بينه وبين كلام غيره. وهذا كنهيه عن القراءة في الركوع.

أخبرناه ابن الأعرابي، نا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني، نا يزيد بن هارون، أنا محمد بن عمرو، عن إبراهيم بن عبد الله بن حنين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب قال: نهاني رسول الله أن أقرأ وأنا راكع.

كره صلى الله عليه أن يجمع بين كلام الله وكلام الآدمي في موطن واحد فيكونا على السواء في المحل والموقع، لا أعرف للحديث وجها غيره، فقد ثبت عنه أنه أذن لعبد الله بن عمرو بن العاص في الكتاب عنه، وكان عند عبد الله بن عمرو صحيفة يسميها الصادقة، وخطب عليه [ ص: 633 ] السلام خطبة بمنى، فقام أبو شاة الكلبي فاستكتبها، فقال: "اكتبوها لأبي شاة".

وشكا إليه رجل سوء الحفظ فقال: "استعن بيمينك". أي اكتب وأثبت عني لا تنساه.

وحدثنا ابن السماك، نا يحيى بن أبي طالب، أنا عبد الوهاب بن عطاء، أنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عباد أنه انطلق إلى علي هو ورجل آخر يقال له الأشتر فقالا: هل عهد إليك رسول الله عهدا لم يعهده إلى الناس عامة، فأخرج كتابا من قراب سيفه فقال: لا، إلا هذا فإذا فيه: "المؤمنون تكافأ دماؤهم، وهم يد على من سواهم، يسعى بذمتهم أدناهم، ألا ولا يقتل مؤمن بكافر ولا ذو عهد في عهده، ومن أحدث حدثا فعلى نفسه، ألا ومن أحدث حدثا، أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل".

التالي السابق


الخدمات العلمية