الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر أنه ندب الناس مع سلمة بن قيس الأشجعي إلى بعض أرض فارس ففتح الله عليهم فأصابوا سفطين مملوءين جوهرا فرأوا أن يكونا لعمر خاصة دون المسلمين فدعا سلمة رجلا فأمره بحمل السفطين إلى عمر فانطلقنا بالسفطين نهز بهما حتى قدمنا المدينة فذكر أنه دخل على عمر وحضر طعامه فجاءت جارية بسويق فناولته إياه قال : فجعلت إذا أنا حركته ثار له قشار وإذا تركته نثد قال : ثم جئت إلى ذكر السفطين فلكأنما أرسلت عليه الأفاعي والأساود والأراقم وقال : لا حاجة لي فيه . قال : ثم حملني وصاحبي على ناقتين ظهيرتين من إبل الصدقة .

أخبرناه محمد بن المكي أنبأنا الصائغ أخبرنا سعيد بن منصور أخبرنا شهاب بن خراش عن الحجاج بن دينار عن منصور بن المعتمر حدثني شقيق بن [ ص: 99 ] سلمة الأسدي عن رجل قال : أرسلني سلمة بن قيس إلى عمر .

قوله نهز بهما  أي نسرع ونحمل على الإبل في السير وأصل الوهز شدة الوطء ورواه بعضهم نهز بهما أي نحرك بهما من الهز .

والقشار القشر . وقوله نثد لا أدري ما هو وأراه رثد أي اجتمع في قعر القدح وصار بعضه فوق بعض .

يقال : رثدت الشيء إذا نضدته والاسم منه الرثد مثل النضد .

قال الشاعر يذكر النعامة والظليم :


فتذكرا رثدا نضيدا بعد ما ألقت ذكاء يمينها في كافر

ويجوز أن يكون نثد من النثط والدال تبدل طاء لقرب مخرجهما وقال أعرابي لرجل : ما أبعط طارك يريد ما أبعد دارك .

وقال ابن الأعرابي والنثط التثقيل ويروى عن كعب أنه قال : نثطت الأرض بالآكام أي ثقلت بها .

وقوله ناقتين ظهيرتين أي قويتين يقال : بعير ظهير أي قوي [ ص: 100 ] الظهر وناقة ظهيرة والفعل منه ظهر ظهارة والأساود الحيات جمع أسود سالخ .

وأفعل إذا كان نعتا جمع على فعل كقولك أسود وسود وعلى أفعلين نحو أسودين وأحمرين قال الكميت:


فما وجدت بنات بني نزار     حلائل أسودين وأحمرينا

وإذا كان أفعل اسما جمع على أفاعل كالأجادل والأداهم إذا أردت القيد وهو نعت غالب يجري مجرى الأسماء قال الشاعر :


وألصق أحشائي ببرد ترابه     وإن كان مخلوطا بسم الأساود



التالي السابق


الخدمات العلمية