وقال في حديث أبو سليمان أن وليدة له يقال لها مرجانة أتت بولد زنا فكان عمر يحمله على عنقه ويسلت خشمه [ ص: 115 ] . عمر
أخبرناه نا ابن الأعرابي نا عباس الدوري نا منصور بن سلمة الخزاعي عن خلاد بن سليمان حدثني خالد بن أبي عمران عن نافع بن أبي نافع . عمر
أي يمري أنفه ويمسح ما سال منه وأصل السلت القطع ومنه سلت القصعة وهو أن يمسح ما علق بها من الطعام فيقطعه عنها . قوله يسلت خشمه
ومنه الحديث الآخر أن عاصم بن سفيان الثقفي حدث بحديث فيه تشديد على الولاة . فقال عمر على جبهته إنا لله وإنا إليه راجعون من يأخذها بما فيها فقال عمر سلمان من سلت الله أنفه وألزق خده بالأرض .
قال كل شيء سلته وانتزعته من شيء فهو سليت قال : ومنه قيل للدهن سليت وسليط وتقلب التاء طاء والخشم ما يسيل من الخياشم . أبو مالك:
وفي الحديث من العلم أن حكم ولد الزنا حكم غيره في مراعاة الحرمة وأنه لا ذنب له فيما ارتكب والداه قال الله تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى فأما الحديث الذي يروى . فقد روي عن بعض السلف أنه قال : إنما جاء ذلك في رجل بعينه كان موسوما بالشر [ ص: 116 ] . "ولد الزنا شر الثلاثة "
وقال بعضهم : إنما صار ولد الزنا شرا من والديه لأن الحد قد يقام عليهما فتكون العقوبة تمحيصا لهما وهذا في علم الله تعالى لا يدرى ما يصنع به وما يفعل في ذنوبه .
أخبرنا ابن هاشم أخبرنا عن الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج عبد الكريم قال كان أبو ولد الزنا يكثر أن يمر بالنبي فيقولون هو رجل سوء يا رسول الله فيقول : هو شر الثلاثة يعني الأب قال فحول الناس الولد شر الثلاثة . قال وكان إذا قيل ولد الزنا شر الثلاثة قال بل هو خير الثلاثة. ابن عمر