الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر أن وليدة له يقال لها مرجانة أتت بولد زنا فكان عمر يحمله على عنقه ويسلت خشمه [ ص: 115 ] .

أخبرناه ابن الأعرابي نا عباس الدوري نا منصور بن سلمة الخزاعي نا خلاد بن سليمان عن خالد بن أبي عمران حدثني نافع بن أبي نافع عن عمر .

قوله يسلت خشمه  أي يمري أنفه ويمسح ما سال منه وأصل السلت القطع ومنه سلت القصعة وهو أن يمسح ما علق بها من الطعام فيقطعه عنها .

ومنه الحديث الآخر أن عاصم بن سفيان الثقفي حدث عمر بحديث فيه تشديد على الولاة . فقال عمر على جبهته إنا لله وإنا إليه راجعون من يأخذها بما فيها فقال سلمان من سلت الله أنفه وألزق خده بالأرض .

قال أبو مالك: كل شيء سلته وانتزعته من شيء فهو سليت قال : ومنه قيل للدهن سليت وسليط وتقلب التاء طاء والخشم ما يسيل من الخياشم .

وفي الحديث من العلم أن حكم ولد الزنا حكم غيره في مراعاة الحرمة وأنه لا ذنب له فيما ارتكب والداه قال الله تعالى : ولا تزر وازرة وزر أخرى فأما الحديث الذي يروى "ولد الزنا شر الثلاثة " . فقد روي عن بعض السلف أنه قال : إنما جاء ذلك في رجل بعينه كان موسوما بالشر [ ص: 116 ] .

وقال بعضهم : إنما صار ولد الزنا شرا من والديه لأن الحد قد يقام عليهما فتكون العقوبة تمحيصا لهما وهذا في علم الله تعالى لا يدرى ما يصنع به وما يفعل في ذنوبه .

أخبرنا ابن هاشم أخبرنا الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عبد الكريم قال كان أبو ولد الزنا يكثر أن يمر بالنبي فيقولون هو رجل سوء يا رسول الله فيقول : هو شر الثلاثة يعني الأب قال فحول الناس الولد شر الثلاثة . قال وكان ابن عمر إذا قيل ولد الزنا شر الثلاثة قال بل هو خير الثلاثة.

التالي السابق


الخدمات العلمية