الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث الزبير أن كعب بن مالك ارتث يوم أحد فجاء به الزبير يقود بزمام راحلته ولو مات يومئذ كعب عن الريح والضيح لورثه الزبير وقد آخى رسول الله صلى الله عليه بينهما  فأنزل الله تعالى: وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله .

من حديث حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه.

قوله ارتث معناه حمل من المعركة مثخنا والضيح يجري مجرى الريح إذا فارقها وقلما يتكلم به وحده.

وقال يعقوب لا يقال جاء فلان بالضيح والريح إنما يقال بالضح والريح والضح الشمس ويقال بل هو ضوء الشمس قال ذو الرمة:


غدا أكهب الأعلى وراح كأنه من الضح واستقباله الشمس أخضر

ومن هذا حديث عياش بن أبي ربيعة أنه لما هاجر أقسمت أمه بالله لا يظلها ظل ولا تزال في الضح والريح حتى يرجع إليها . والمعنى أن كعبا لو مات عن كل مال طلعت عليه الشمس وجرت عليه [ ص: 212 ] الريح لورثه الزبير وكانوا يتوارثون في صدر الإسلام بالحلف وقد حالف صلى الله عليه بين المهاجرين والأنصار في أول مقدمه المدينة أي آخى بينهم.

حدثنا أحمد بن إبراهيم بن مالك نا بشر بن موسى نا الحميدي نا سفيان نا عاصم الأحول سمعت أنس بن مالك يقول: حالف رسول الله بين المهاجرين والأنصار في دارنا فقيل له أليس قد قال النبي: "لا حلف في الإسلام" فأعادها أنس وقال حالف رسول الله صلى الله عليه في دارنا بين المهاجرين والأنصار.

قال سفيان: فسر العلماء: حالف: آخى.

التالي السابق


الخدمات العلمية