الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث طلحة أن قبيصة قال ما رأيت أحدا أعطى لجزيل عن ظهر يد من طلحة بن عبيد الله   [ ص: 218 ] .

حدثنيه محمد بن سعدويه نا ابن الجنيد نا قتيبة نا سفيان قال قال قبيصة. قوله عن ظهر يد معناه ابتداء من غير مكافأة وكان طلحة أحد الأجواد.

وأخبرنا ابن سعدويه بإسناده عن سفيان عن طلحة بن يحيى قال حدثتني سعدى بنت عوف المرية قالت دخل علي طلحة فرأيته مغموما فقلت ما لك أراك كالح الوجه أرابك من أمرنا شيء قال لا والله ما رابني من أمرك شيء ولنعم الصاحبة أنت ولكن مالا اجتمع عندي قالت فقلت ابعث إلى أهل بيتك وقومك فاقسم بينهم قالت ففعل فسألت الخازن كم قسم فقال أربعمائة ألف. وكان طلحة يلقب بالفياض.

أخبرنا أبو رجاء الغنوي حدثني أبي عن إبراهيم بن المنذر الحزامي حدثني محمد بن طلحة حدثني إسحاق بن يحيى عن عمه موسى بن طلحة أن طلحة اشترى بئرا فتصدق بها ونحر جزورا فأطعمها الناس وذلك في غزوة ذي قرد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا طلحة أنت الفياض". فسمي الفياض والفياض الجواد الواسع   [ ص: 219 ] العطاء.

قال زهير:


وأبيض فياض نداه غمامة على المعتفين ما تغب نوافله

وأصله من قولك فاض الماء إذا سال. وحديث مستفيض أي شائع منتشر [ ص: 220 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية