أخبرناه محمد بن المكي أنا نا الصائغ نا سعيد بن منصور نا أبو معاوية عن عمرو بن المهاجر عن أبيه أن إبراهيم بن محمد بن سعد سعدا حبس أبا محجن في شرب الخمر فلما التقى الناس يوم القادسية قال أبو محجن لامرأة سعد أطلقيني ولك الله علي إن سلمني أن أرجع حتى أضع رجلي في القيد فخلته فوثب على فرس لسعد يقال لها البلقاء فجعل لا يحمل على ناحية من العدو إلا هزمهم وجعل سعد يقول الضبر ضبر البلقاء والطعن طعن أبي محجن. فلما هزم العدو رجع حتى وضع رجله في القيد فلما رجع سعد أخبرته امرأته بما كان من أمره فخلى سبيله فقال أبو محجن قد كنت أشربها إذ كان يقام علي الحد وأطهر منها فأما إذ بهرجتني فلا أشربها أبدا [ ص: 224 ] .
الضبر عدو الفرس وهو أن يجمع قوائمه ثم يثب.
قال أبو عمرو: الالتباط في العدو كالضبر قال: ومثله الخندفة والنعثلة قال وهو أن يمشي مفاجا يقلب قدميه كأنه يغرف بهما.
ومن هذا قيل للرجل: المجتمع الخلق مضبور وللحزمة من الكتب إضبارة وللجماعة يغزون ضبر.
وقوله بهرجتني معناه أهدرتني بإسقاط الحد عني.
وقال بعض أهل اللغة أصل البهرجة أن يطل السلطان دم الرجل ويهدره فيقال عند ذلك بهرج السلطان دم فلان.
قال ونظر أعرابي إلى دجلة فقال إنها البهرج لكل أحد أي المباح.
ومن هذا قيل دينار بهرج أي لا قيمة له.
وقال أصل البهرج أن يعدل بالشيء عن الجادة القاصدة إلى غيرها. ومنه حديث الحجاج أنه كتب إلى بعض عماله أن ابعث إلي بالجشير اللؤلؤ قال فبهرج به أي عدل به عن الجادة قال والجشير الجراب. والبهرج من الدينار والدرهم على هذا التأويل هو الذي عدل به عن السكة المعروفة إلى الضرب المجهول. أبو عمر:
ويقال: درهم بهرج ونبهرج ودراهم بهارج.
.
وأخبرني نا ابن داسة الزيبقي نا أبو حاتم نا قال باعت أعرابية غزلا لها فدلس عليها درهم فقالت [ ص: 225 ] : الأصمعي
يا رب من دلس فلسا بهرجا يأخذه ممن يراه أحوجا
فاقذف به في النار حتى ينضجا
.ويقال إن أصل هذه الكلمة ليس بالمحض في العربية.